صنعت الحرفية وفاء كسري، منذ اقتحامها عالم المملحات وصناعة الحلويات والأكلات التقليدية بعنابة، صنعت التميز، حيث وضعت لمستها الخاصة، وهو الأمر الذي أعطاها مكسبا قويا ومكانة في المجتمع العنابي، إذ وجدت مكانا لها بين عشرات الحرفيات. وما يميّز الحرفية وفاء هو ابتسامتها الدائمة، وحسن المعاملة مع الزبائن، وأغلبهم نساء. قصة وفاء مع المملحات والأكلات التقليدية مثل البراج، والشخشوخة، والفطير والمقروض العنابي، بدأت سنة 2008، إذ وجدت ملاذها في التفرد والتنويع في صناعة الحلوى، وعرضها على عشاق التراث التقليدي. وبعد أن ذاع صيتها في مدينة عنابة وما جاورها، شاركت السيدة وفاء، وهي أم لأربعة أطفال، في المعارض الوطنية، وحققت المرتبة الثانية في مهرجان عروس يناير في صناعة الكسكسي المحور، وهو ذو أصول عنابية.

ولتدعيم نشاطها والتعريف بهذه الحرفة استحدثت الحرفية نشاطا موسميا، يتعلق بنقل الوجبات المحمولة إلى الزبائن بسيارتها الخاصة، لا سيما في المواسم والأعياد، وحتى في الأيام العادية. وحسب وفاء، فإن أغلب الطلبات على الوجبات المحمولة تكون من طرف الرجال وحتى النساء الماكثات في المنزل. وفي فصل الصيف يكون الطلب أكثر على الأكلات التقليدية من طرف السياح والمغتربين، الذين يفضلون الأكلات التقليدية خاصة الشخشوخة العنابية، والتي تزيَّن بالبندق والحمص ولحم الخروف، مما يعطيها نكهة خاصة، وهذه تدخل ضمن الموروث السياحي المحلي. وعلى صعيد آخر، لم تغفل وفاء كسري الحديث عن موهبتها في الطبخ، والتي أخذتها عن والدتها، المعروفة بإتقانها لكل الأكلات القديمة. ومن هنا امتهنت الحرفية مهنة الطبخ، وعملت على تطويرها. كما فتحت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، لقيت رواجا كبيرا من طرف المعجبين بها. ومن طموحات هذه الحرفية تدعيمها بمحل لصناعة الحلويات والأكلات التقليدية، والترويج لها بسهولة؛ لأنها في الوقت الراهن؛ تروّج لمنتوجها من منزلها. للإشارة، تنحدر وفاء كسري من عائلة فنية، فهي ابنة الفنان شيخ كسري، وهو مطرب المالوف والفن الشعبي. كما سيكون لوفاء مشاركة دولية مع خالتي زهية في تونس الشقيقة، في تظاهرة ياسمين الحمّامات، للتعريف بالتراث الجزائري وتقاليد مدينة عنابة.