لتكوين جيل متشبع بثقافة مرورية صحيحة

"أشبال السلامة المرورية" .. مشروع سيرى النور قريبا

"أشبال السلامة المرورية"  .. مشروع سيرى النور قريبا
  • القراءات: 1397
حنان. س حنان. س
دعا خبراء في مجال السلامة المرورية إلى مزيد من التنسيق بين مختلف القطاعات، بهدف التقليل من حوادث المرور التي أصبحت، كظاهرة، تعرف منذ سنوات بـ«إرهاب الطرقات» نظرا لعدد القتلى الذين يسقطون يوميا، وحددتها المصالح المختصة بـ 12 قتيلا يوميا. وتسعى جهات مختصة إلى إنشاء جيل متشبع بثقافة السلامة المرورية، أطلقت عليهم اسم "أشبال السلامة المرورية"، وهو المشروع الجاري العمل عليه وسيرى النور في ديسمبر 2014.
وصف السيد علي شقيان، رئيس "الجمعية الوطنية للسلامة المرورية" الأرقام المسجلة بسبب حوادث المرور، سواء في عدد القتلى أو في الخسائر المادية المنجرة عنها بـ"أرقام حرب"، في إشارة منه إلى أن هذه الظاهرة السلبية ما فتئت تحصد الكثير من الأرواح سنويا، وهو ما يستدعي مزيدا من التنسيق بين مختلف القطاعات لتأسيس ثقافة وقائية، خاصة أن الأرقام تشير إلى أن العنصر البشري يتسبب في 91 بالمائة من الحوادث. "لذلك فإننا كجمعية نسعى إلى تأسيس ثقافة مجتمعية للوقاية من حوادث المرور، عن طريق تشكيل جيل مشبع بثقافة مرورية سليمة"، يقول السيد شقيان في حديث لـ"المساء" على هامش ندوة حول حوادث المرور "تهور ومآسي" احتضنها المركز الثقافي الإسلامي لمدينة بومرداس مؤخرا، وأضاف أن الجمعية بصدد التحضير لإطلاق مشروع "أشبال السلامة المرورية"، وهو الذي يعنى بتثقيف الأطفال حول قوانين المرور، وقواعد السلامة المرورية ويدوم على مدار سنوات، يقول المتحدث: «سنقوم قريبا بفتح فوج يضم عددا من الأطفال في الثامنة من أعمارهم، سيتلقون أيام السبت وظهيرة الثلاثاء دروسا توعوية حول السلامة المرورية بصفة شاملة، بما فيها تلقينهم قانون المرور وقواعد السير والأمن بمعدل ساعة زمنية، سيشرف على تثقيفهم خبراء مختصون من عدة قطاعات وعلى رأسها الأمنية، كالدرك والأمن الوطنيين. وسيدوم هذا المشروع 10 سنوات، أي ما يعني أن هؤلاء الأطفال سيبلغون حينها 18 سنة، وهي السن القانونية للقيادة، وقتها سيكون هؤلاء الأشبال متشبعين بثقافة مرورية صلبة، والأكيد أن النتائج ستكون ناجعة"، يقول السيد شقيان، مؤكدا أن جمعيته تقوم حاليا بتحضير لباس موحد لأشبال السلامة المرورية، وستنطلق الدروس في شهر ديسمبر من العام الجاري 2014.
تعمل "جمعية السلامة المرورية" في التحسيس والتوعية منذ سنوات، وتستقطب المزيد من القطاعات لتعمل بالتنسيق معها في مجال نشر التوعية بقواعد القيادة السليمة، بما يضمن التقليل من حوادث المرور وما ينجر عنها من خسائر في الأرواح. ومن تلك القطاعات؛ الشؤون الدينية والأوقاف، حيث يؤكد المتحدث أنه "بفضل تعاون هذا القطاع، تمكنا من تمرير رسائل تحسيسية للمُصلين بأهمية الإلتزام بقانون المرور، خلال خطب الجمعة، فإذا كان مجال عملنا هو التحسيس فإننا نعمل على جعله ثقافة راسخة لدى جميع أطياف المجتمع دون استثناء"، يقول علي شقيان.
وفي المجال التحسيسي دائما، تبقى المؤسسات التربوية الفضاء الأمثل لتمرير الرسائل التوعوية، لذلك فإن رجال الأمن يقومون بالعديد من التظاهرات التحسيسية الرامية إلى تأسيس جيل متشبع بثقافة احترام المرور، كما أشار إليه الملازم أول للشرطة، علي راشد عزوز، خلال مداخلته في الندوة، متحدثا بلغة الأرقام، حيث قال بأن الأمن الولائي لبومرداس سطر برنامجا خاصا للتلاميذ الذين أعتبرهم «سوّاق الغد»، عن طريق تقديم دروس تطبيقية أو ‘حظائر المرور’ التي زاد عددها خلال السنة الجارية لتصل إلى 21 حظيرة بعدما كانت لا تتجاوز 4 حظائر فقط سنة 2013، إضافة إلى تقديم 32 درسا في السلامة المرورية خلال السداسي الأول من العام الجاري، وإجراء 55 خرجة ميدانية واستهداف 12 نقطة مرور سوداء بإقليم الولاية من أجل نشر التوعية والتحسيس خلال نفس الفترة الزمنية رفقة الجمعية الوطنية "السلامة المرورية". وأشار ممثل الأمن إلى أن العامل البشري يبقى المتسبب الأول في حوادث المرور بنسبة
96%، فيما تتقاسم حالة المركبات والمحيط النسبة المتبقية.
وحتى يتم التأثير الإيجابي في «سوّاق الغد»، عرفت الندوة التحسيسية مشاركة تلاميذ من أقسام المرحلة المتوسطة، حيث سألت «المساء» التلميذة سيرين قربي ابنة الـ 13 سنة، تدرس في القسم الرابع متوسط، عن أهم النتائج التي استخلصتها من الندوة، فقالت التلميذة بكثير من الوعي بأن "القيادة مسؤولية كبيرة ولا بد على السائق أن يكون حذرا عندما يقود السيارة"، والأكثر من هذا فقد بعثت التلميذة برسالة إلى جميع الشباب ممن يقودون المركبات، بما فيها السيارة أو الدراجة النارية، مفادها أن يكونوا حذرين جدا ولا يتهورون، "لأن الإلتزام بقواعد المرور هو سر النجاة"، تقول البنت، فيما يرى التلميذ وسيم أوشعبان، 11 عاما، في السنة الثانية متوسط، أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.. ورسالتها لكل سائق تقول؛ "فكر في أبنائك، حتى تعود إليهم سالما"، ويقول من جهته التلميذ بلقاسم سيساوي 12 سنة، يدرس في الثانية متوسط؛ إن عدم احترام قانون المرور يعني حوادث كثيرة، بالتالي خسائر في الأرواح ورسالته لكل سائق: "لا تسرع.. احترم قانون المرور".