رئيسة جمعية” نور” دليلة حسين لـ”المساء”:
أسعى لتكون لكل امرأة جزائرية بصمتها الخاصة

- 1047

تعتبر السيدة دليلة حسين، رئيسة جمعية “نور” للمرأة والأسرة والطفل، واحدة من النساء اللواتي تمكن، بفضل العمل التطوعي، من تغيير حال عدد كبير من النسوة، حيث حملت على عاتقها مهمة توعيتهن ومرافقتهن وحل مشاكلهن الاجتماعية والأسرية النفسية والعاطفية، وتمكينهن من صنعة تغنيهن عن الحاجة، إيمانا منها بأن صلاح المجتمع يتوقف على المرأة. وحول نظرتها إلى المرأة، وأهم ما تصبو إلى تحقيقيه في سبيل دعمها وتمكينها من النجاح على مختلف الأصعدة، كان لـ"المساء” معها هذه الدردشة.
البداية كانت بتعلق السيدة دليلة حسين منذ صغرها بالعمل التطوعي، حيث كانت تجمع بين الدراسة وتقديم يد العون للنساء، عن طريق الانخراط في جمعيات، أو بتقديم دروس وحلقات دينية في المساجد، وبالنظر إلى طبيعتها الاجتماعية، تمكنت من كسب قلوب الكثير من السيدات اللواتي كن يقصدنها طلبا للمشورة أو المساعدة أو التدخل لحل بعض المشاكل الأسرية. من جهة أخرى، لم تبخل على نفسها، حيث سعت أيضا إلى تطوير نفسها واهتمت بتعليمها، وكان تخصصها في المواد الصيدلانية، ومن ثمة وظفت في مناصب عمل مختلفة، وكانت في كل مرة تشارك في دورات تكوينية لتوسيع معارفها وتطوير مهاراتها الحياتية في مجالات مختلفة، وكانت كثيرة الاطلاع على الكتب وملمة بكل جديد يطرأ على الساحة الاجتماعية أو الاقتصادية، وحتى السياسية، رغبة منها في أن تفيد غيرها، حيث أصبح العمل التطوعي لا يكفيها، الأمر الذي جعلها تؤسس جمعية، هدفها الوحيد التكفل بكل انشغالات المرأة الضعيفة المهمشة، التي لم تستطع بناء نفسها، ومن هنا كانت الانطلاقة لتغيّر مفهوم “المرأة عدوة المرأة”.
حسب السيدة دليلة حسين، فإن “التأسيس للجمعية لم يكن عملا سهلا، كما يبدو للبعض، يكفي فقط الوقوف عند الانتقادات” التي كانت تصلها، بحجة أن هذه الجمعيات هدفها جمع المال فقط، هذه الفكرة وحدها كانت كفيلة بإحباط عزيمتها، دون الحديث عن مشاكل الدعم الذي كان أكبر عقبة، خاصة أن الغرض من الجمعية، كان الوقوف إلى جانب المرأة ودعمها، ومع هذا، تمكنت بدعم من بعض المنخرطات، من التأسيس لجمعية نسوية أصبح لها وزنها في المجتمع، بالنظر إلى ما تقدمه من نشاطات، وتمكنت من حل مشاكل عدد كبير من النساء، على اختلافها، وأشارت إلى أن المرأة الجزائرية لا تزال بحاجة إلى من يأخذ بيدها ويساعدها على فهم الحياة بشكل صحيح، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتكوين أسرة، الذي غيرت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من مفاهيمه، تقول: “حيث وقفنا على بعض المغالطات التي كادت تكون سببا في تفكك الكثير من الأسر”.
من جملة التضحيات التي قدمتها السيدة دليلة حسين، تخليها عن عملها، رغم أنها كانت تتقاضى أجرا كبيرا، وكذا تأخير زواجها لعدم وجود من يتفهم عملها التطوعي، الذي تحول إلى جزء لا يتجزأ من حياتها، بعدما أصبحت غير قادرة على التوفيق بين الجمعية والعمل، فاختارت التضحية بالوظيفة وجعل الزواج مشروعا مؤجلا، والتمسك بالجمعية التي تحولت إلى ملجأ تقصده المستضعفات، بحثا عن دعم أو حل لمشاكلهن، أو على الأقل إلى من يستمع إليهن ويرشدهن، وحسبها، فإن التحدي الكبير الذي تحمله على عاتقها؛ كيفية جعل المرأة سيدة مجتمع صالحة وقادرة على إدارة شؤونها، وتكون لها بصمة تعكسها وتميزها عن غيرها.
تقول محدثتنا: “الحياة الجمعوية والعمل التطوعي جعلني قريبة من المرأة، قادرة على فهم معاناتها ورسم برنامج يتكفل بمرافقتها، سواء على الصعيد الأسري أو المهني، بالتدخل لتمكينها من صنعة، أو لمرافقتها في التعلم، أو حتى الشخصي عندما يتعلق الأمر ببعض المشاكل العاطفية أو النفسية”، مشيرة في السياق، إلى أن رسالتها للمرأة في اليوم العالمي، أن تُوعي وتثقف نفسها وتنخرط في الجمعيات وحتى في الأعمال التطوعية، وتحاول جاهدة أن تكون امرأة ذات بصمة، ولو كان ذلك على مستوى أسرتها، بتكوين جيل صالح.
وردا على سؤالنا، حول المكسب الذي تحققه بعد النجاح في مرافقة النساء ودعمهم، تجيب محدثتنا بأنها غير مأجورة على عملها التطوعي في الجمعية، غير أن دعمها لأختها المرأة يشعرها بالسعادة والرضا، قائلة: “يكفيني شرفا أن أجد من تدعو لي”، مشيرة إلى أن زواجها ورغم تأخره، تم أخيرا بعد أن التقت بشريك الحياة الذي عرف نبل رسالتها، وكان داعما لها في رسالتها التطوعية.