فطيمة حمرون حرفية من ولاية الشلف:

أسست جمعية "الانتصار" لإعادة الاعتبار لحرفة الدوم

أسست جمعية "الانتصار" لإعادة الاعتبار لحرفة الدوم
  • القراءات: 1085
 رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت الحرفية فطيمة حمرون، من ولاية الشلف، أن تؤسس جمعية "الانتصار" للصناعات التقليدية من أجل تحقيق هدف واحد، يتمثل في الحفاظ على حرفة الدوم، هذه الأخيرة التي يشتهر بها سكان المنطقة وعلى الرغم من أهميتها، تم التخلي عنها لعدة أسباب، أهمها "استغلال التجار للحرفيين في مجال تسويق المنتوج".

تزخر الجزائر بتنوع كبير في مجال الصناعات التقليدية، فبين الصناعات الفخارية والنسيجية وصناعة الفضة والدوم، نجد أن لكل منطقة من ربوع الوطن خصوصية واهتمام معين، وبحكم أن الولاية التي أنتمي إليها، تقول الحرفية فطيمة، تشتهر بصناعة الدوم بالنظر إلى توفر المادة الأولية بالغابات، وبعدما تبين لي أن الاهتمام بهذا النوع من الحرف يعرف تراجعا كبيرا، أسست الجمعية بهدف تحفيز كل المهتمين بالصناعات المتعلقة بالدوم على التمسك بها وتعليمها.

تقول الحرفية فطيمة: "المثير للاهتمام في ولاية الشلف،  أن الصناعات التقليدية تبنتها النساء داخل منازلهن، أي أنهن يمارسن الحرفة لشغل وقت الفراغ وتحقيق بعض الدخل المادي، غير أن المفارقة التي جعلت بعضهن يعزفن عنها رغم حبهن لها، هو أن ما يجري إنتاجه يتكفل التجار بتسويقه ولا يعيرون أية أهمية للجهد الذي تبذله النساء في هذه الحرفة، حيث يقدمون لهن القليل فقط من ثمن البيع، الأمر الذي جعل بعضهن يتخلين عنها ، لاسيما أنها تتطلب جهدا كبيرا لإعداد مختلف المصنوعات من مادة الدوم الطبيعي".

وفي ردها على سؤالنا حول الطريقة التي تدخلت بها لحل هذا الإشكال، كجمعية مهتمة بهذا النوع من الصناعات الخاصة بالدوم، قالت الحرفية فطيمة بأن الجمعية لا تتطلع إلى تحقيق أهداف تجارية، وإنما تسعى إلى حماية المنتوج وتشجيع الحرفيين على التمسك بالحرفة،  ومنه قمنا كجمعية بالتواصل مع الحرفيات وتمكينهن من بطاقة الحرفي، ليتسنى لهن التعرف على حقوقهن من خلال التواصل بغرف الصناعات التقليدية، خاصة أن وزارة السياحة والصناعات التقليدية أطلقت مؤخرا برنامجا خاصا بتكوين الحرفيين في كل ما يتعلق بكيفيات حماية وتسويق المنتوج التقليدي، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، بادرنا باسم الجمعية إلى لفت انتباه الوزارات المعنية إلى واقع الصناعات التقليدية للحصول على المزيد من الامتيازات في مجال حماية المتوج التقليدي من الاستغلال لأغراض تجارية، واقترحنا أن يجري التكفل بتسويق المنتوج من جهات تعرف أهمية هذه الصناعات التقليدية. 

وحول مشاركتها في الصالون الدولي للصناعات التقليدية الذي جرت فعالياته مؤخرا بقصر المعارض، أعابت فطيمة على الحرفيين الاكتفاء بعرض المنتوج فقط، فيما غابت الورشات الميدانية لإطلاع زوار المعرض بمختلف الطرق والمراحل المتبعة في صناعة بعض الحرف التقليدية، والاكتفاء بالترويج للصناعات التقليدية بغرض البيع فقط، وهو الأمر الذي أنقص من قيمة المعرض وتعلق: "الاهتمام بتقديم بعض المعلومات النظرية فقط والتركيز على البيع يجعلنا كحرفيين نعطي للزوار الانطباع بأننا نركز على البيع على حساب القيمة المعنوية لموروث الأجداد، ومن جهة أخرى، أعتقد أن ما يغيب هذه السنة هو قلة الوافدين من أطفال المدارس على مثل هذا المعرض، رغم أهميته في تقريب المتمدرسيين من الصناعات التقليدية حتى يكبر الطفل على حب الصناعات التقليدية ويعرف قيمتها، وبالمناسبة، أتمنى لو أن وزارة التربية تقيم على مستوى المؤسسات التربوية معارض مصغرة حول بعض الصناعات التقليدية، لتقريب التلاميذ من عالم الحرف التقليدية، ويكون على اطلاع بالتنوع في الموروث التقليدي الذي تزخر به الجزائر".

تتطلع الحرفية فطيمة بعد أن تمكن جمعيتها من تحقيق بعض المكاسب في مجال إعادة الاعتبار للصناعات التقليدية المرتبطة بالدوم، إلى العرض خارج الوطن،   خاصة أن الأجانب يولون اهتماما كبيرا لمثل هذه الصناعات التقليدية، كونها طبيعية، ولدقة صنعها،  خاصة بعد أن أدرج عليها بعض التغييرات لتحسين مظهرها وتنويع استعمالاتها.