الاحترافية والمصداقية..

أسس رئيسية تتحقق بالتكوين الجيد للإعلامي

أسس رئيسية تتحقق بالتكوين الجيد للإعلامي
  • القراءات: 561
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
 تعتبر تعددية القنوات التلفزيونية ثراء للمجال الإعلامي الجزائري إلا أنه بات يشكل تحديا قويا أمام القنوات العمومية، بسبب اعتمادها على عنصر الإثارة بدل المصداقية، مما أدى إلى جلب اهتمام المشاهد، هذا ما أوضحته السيدة أمينة نذير، مقدمة النشرة الإخبارية الرسمية للثامنة، مضيفة أن القنوات العمومية لا ترتكز على عنصر الإثارة باعتباره يفقد ميزته بعد فترة قصيرة فقط على عكس المصداقية. وأشارت المتحدثة، خلال مداخلة قدمتها بصالون الإعلام مؤخرا تحت عنوان «مهن التلفزيون»، أن مبدأ القنوات العمومية هو المعلومة الصحيحة، وهذا ما يجعلها «مرجعا موثوقا» للتأكد من مصداقية الخبر بالنسبة للجمهور، فالقنوات العمومية تعمل دائما على نقل الخبر الصحيح دون إدخال المؤثرات المثيرة أخطرها «الكذب» الذي يعتمده البعض لتضخيم الخبر.

وعلى صعيد آخر، قالت أمينة نذير، إن الإعلام الجزائري شهد في السنتين الأخيرتين قفزة نوعية تعتبر ثراء للوطن، بفضل ظهور قنوات جديدة خاصة، إلاّ أن بعضها لا تخضع للأحكام القانونية الجزائرية باعتبارها مجرد مكاتب فرعية لجرائد تتمركز بدول أجنبية، وعلى مسؤولي تلك القنوات العمل على تطوير القطاع بالاعتماد على التنافس الشريف وليس الركض وراء الشهرة على حساب المصداقية، لأن ذلك ينعكس سلبا على احترافية القناة وبالتالي على الإعلام الجزائري كافة، وأوضحت في نفس الخصوص أن الجهات المعنية المحلية تعمل جاهدة على تعزيز القوانين القائمة بهدف تنظيم القطاع حتى لا ينعكس سلبا على المشاهد. مضيفة بأن المسار الذي قطعه القطاع العمومي في مجال الإعلام جد مهم، خصوصا خلال العشرية السوداء، حين كان نقل الخبر ليس بالأمر الهين، ما جعل الصحفيين يعيشون مرحلة خوف وتوتر جعلا من الإعلام مجالا جد حساس، مؤكدة أن سر نجاح العمل الصحفي هو حب المهنة، لأن ذلك يسمح للصحفي بالإبداع عند ممارسته لمهنته، كما أنه من الضروري التميز بالصبر والحيادية.

وعلى صعيد آخر قالت السيدة نخلة عقبي من قناة «كنال الجيري» إن العالم اليوم يشهد موجة إعلام كبيرة، وأصبح من الصعب جذب وفاء المشاهد نحو قناة محددة، لذا تسطر كل قناة أساليب جديدة لتطوير قطاعها وجذب أكبر قدر ممكن من المشاهدين، ولعل البعض يعتمد على الإثارة في حين يبقى دور القنوات العمومية التربية وإعطاء المعلومة الصحيحة ذات المصداقية العالية. تضيف المتحدثة قائلة «على مسوؤلي القطاع التلفزيوني، توظيف أشخاص أكفاء لهم رصيد معرفي وثقافي كبير، لأن هذا العمل ليس سهلا فلابد من التوفيق بين الخبر المقدم والصورة المرفقة وكذا المؤثرات الضوئية والصوتية لتقديمها للمشاهد بالطريقة الصحيحة».

من جهتها، قالت نورة موهندي مقدمة بالقناة الأمازيغية إن تقديم الخبر في فترة قصيرة قد لا تتعدى الدقيقة والنصف، أوالترجمة الآنية، أو غيرها من ضغوطات العمل قد يخلق نوعا من التوتر، وعلى الصحفي معرفة طريقة التعامل معه حتى لا تبدو عليه علامات القلق على الهواء أمام المشاهد، لأن ذلك يعمل على زعزعة الثقة والاحترافية. وأكدت المتدخلة على أن دور الصحفي أو المقدم الإخباري هو إعطاء الخبر بـ»صفر» خطأ على الهواء، إلى جانب التوفيق بين الضيوف على «البلاطو» التلفزيوني أثناء النقاش خلال البرامج الحوارية أوالنقاشات المفتوحة أمام الجمهور، فالصحفي لابد أن يجد طريقة للتواصل مع الطرفين والتعامل مع التناقضات القائمة كتلبية انشغالات المواطنين مثلا ومتابعة أحكام الدولة ومعرفة المحولات التنموية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية..، فكل هذا، حسبها، يتطلب مجهودا معنويا كبيرا، وهذا لإعطاء تلك الصورة البشوشة المبتسمة للمشاهد مهما كانت الأوضاع التي يعيشها الصحفي خارج الهواء. وفي الأخير، أكدت المتحدثة على أن الصحفي مهما كان قطاعه، إذاعة، صحافة مكتوبة، أو تلفزيون، عليه العمل على تطوير رصيده المعرفي، بالبحث عن تقنيات أداء جديدة والالتحاق بمدارس تكوينية لتطوير معرفته اللغوية، ليس الفرنسية، الانجليزية، أو الاسبانية فقط، وإنما لغات أجنبية أخرى قد تساعده في مجال عمله.