يوميات الطبيبة نفيسة بالمصلحة الجوارية الصحية لبوزريعة

أرفض بيع مناوبتي .. وعائلتي هي التي تدعمني

أرفض بيع مناوبتي .. وعائلتي هي التي تدعمني
  • القراءات: 889
رشيدة بلال رشيدة بلال

أرجعت الطبيبة العامة، نفيسة شرتوح، التردد الكبير للمواطنين على المؤسسات الاستشفائية الجوارية إلى سببن: كون أبواب هذه المصالح تظل مفتوحة طيلة 24 ساعة وافتقار المواطنين لثقافة  الطب الاستعجالي، الأمر الذي يعطي الانطباع بأن المصالح الاستعجالية تعيش دائما اكتظاظا ولكن عند الفرز ـ تقول ـ يتبين لنا حقيقة وجود حالات استعجالية كنوبات القلب وأخرى غير استعجالية ومع هذا يتم التكفل بها طبيا. والملفت للانتباه أن الإقبال على مصالحنا يزيد في رمضان لنفس الأسباب....

وتضيف الدكتورة نفيسة "نكثف من منوبات عملنا بالشهر الفضيل على حساب عائلاتنا لأن الواجب المهني يأتي قبل كل شيء وتشرح "بالنسبة لي مناوبتي تبدأ من الثامنة وتنتهي عند السابعة .. التردد على المصلحة الاستعجالية ببوزريعة يكاد يكون منعدما في الفترة الصباحية لأن الأغلبية، وكما هو معروف تفضل النوم ولا تستيقظ إلا في وقت متأخر من النهار، بمعنى أن عملي مع المرضى عادة ما يبدأ بين الساعة العاشرة والحادية عشرة، مشيرة إلى أن أغلب الحالات التي تتطلب الفحص ليست استعجالية وإنما تتعلق بضربات شمس أو للتأكد من معدل السكر في الدم بعد الشعور بالتعب أو للتأكد من عدم ارتفاع الضغط الدموي وليحصلوا على فرصة للفحص السريع يأتون من منطلق الاستعجال.. أما في الفترة المسائية، فيكون التردد أيضا ضعيفا إلى غاية ما بعد الإفطار وهي الفترة التي تشهد مصالحنا فيها إقبالا كبيرا لعدة أسباب منها أن البعض لا يستطيع الالتحاق بالمصلحة بسبب الحر أو بحكم العمل فيفضل فترة ما بعد الإفطار وتحديدا فئة المسنين، إلى جانب الحالات التي تصاب بالتخمة أو الفئات المصابة ببعض الأمراض المزمنة والوعكات الصحية التي تحصل بمجرد الإفطار كالمصابين بالنوبات التنفسية".

وعن كيفية التوفيق بين عملها وتحضير المائدة الرمضانية، قالت الدكتورة نفيسة: "قبل أن أكون طبيبة أنا زوجة وأم وككل ربة بيت أحب دخول المطبخ وتحضير الأطباق التي تحبها عائلتي وأميل كثيرا إلى اللمة العائلية التي نعيشها في رمضان بحكم ظروف العمل، ومع هذا وبحكم الواجب المهني، اضطر بسبب المناوبة إلى التخلي عن هذه الالتزامات لأن الواجب المهني يسبق أي شيء آخر، فليس هناك ما هو أنبل من إسعاف مريض في حالة استعجالية، مشيرة إلى أن الداعم الكبير لها هي العائلة التي تقدم لها كل التسهيلات من أجل التمكن من أداء واجبها المهني فضلا عن تفهم الزوج الذي يعتبر محفزا لها على النجاح في عملها.

على الرغم من أنه كان بإمكان الطبيبة نفسية بيع مناوبتها على غرار ما يقوم به عدد من الأطباء وخاصة النسوة من اللواتي لا يحبذن فكرة عدم التواجد مع العائلة على مائدة رمضان، إلا أنني ـ تقول ـ فضلت القيام بواجبي المهني لاسيما أن  عائلتي تساعدني وتدعمني، مشيرة إلى أن اللواتي يقمن بالمناوبة الليلية يحصلن على تكفل من المصالح الإدارية للمؤسسة حيث يفطرن في جو عائلي رفقة الزملاء إلى غاية انقضاء المناوبة التي تتم بالدور وبالتالي التغيب عن العائلة لبعض الأيام في رمضان لا يضر أمام ما نقدمه من واجب مهني نبيل".