بين "السفة" التلمسانية و"القصة" البلعباسية

أذواق بطعم الخيال بولايات الغرب

أذواق بطعم الخيال بولايات الغرب
  • القراءات: 605
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تشتهر معظم ولايات الوطن بتشكيلة مختلفة للكسكسي، فلكلّ منطقة ميزتها وطريقتها في التحضير.. تختلف لكنها تجتمع في روعة الذوق، وخلال تواجدنا بتلمسان، تعرفنا على نوعين مختلفين من الكسكسي الذي يحضر في الأعراس والأيام العادية وهما كسكسي مرق الزعفران والسفة التي تحضر بالعسل والمكسرات وتعدّ فخر المناسبات الملاح، وغير بعيد عن تلمسان، تألّقت حرائر بلعباس في إعداد كسكسي "القصة" الذي يحضّر بالمرق الأحمر والزبيب.

تعدّ "السفة التلمسانية" من أطباق التحلية وتحضّر من الكسكسي الرفيع، حباته دقيقة ولونه أبيض ناصع، يدهن بالزبدة الخفيفة ويزيّن بحبات الزبيب، الجوز، البندق والقليل من حلوى الترك التي تعطيه مذاقا فاخرا وفي وسط الصحن الكبير توضع آنية زجاجية بها العسل الصافي، ليسقى به الطعام الذي ترشّ حباته ببعض القرفة. كما يحضر أيضا في تلمسان كسكسي الزعفران بالدجاج، القرع والجزر وهو طيب الطعم، وقد صادف أن تذوّقناه خلال تواجدنا بسيدي بومدين الغوث، حيث كان الإقبال الكبير لزوار المكان على تناوله، وقد أشارت إلينا سيدة مقيمة بالمغرب جاءت رفقة والدتها إلى المكان، إلى أن هذا الكسكسي من أحب الأنواع لأهل المنطقة، مضيفة أنها ووالدتها من عشاق كسكسي بركة ذلك المكان، تحضره السيدات بحب كبير لزوار الغوث، باعتباره صدقة". أما فيما يخص كسكسي "القصة" الذي تتفنن فيه السيدة البلعباسية، فيجمع بين الذوقين المالح والحلو من خلال مرقه الذي يضاف له الزبيب، والذي يعطي المرق الأحمر طعما فريدا، وعنه تقول السيدة الزواوية "إنّه يقدّم للضيوف في المناسبات السعيدة، كما تحضّره ربة البيت كلّ يوم جمعة، حيث يجتمع افراد السرة حول القصعة التي تنزل بها البركة".