رفيق العاقل حرفي في صناعة النافورات:

أدخلت النافورة إلى المنازل وجعلتها قطعة من الديكور

أدخلت النافورة إلى المنازل وجعلتها قطعة من الديكور
  • القراءات: 1692
رشيدة بلال رشيدة بلال

لقيت النافورات التي عرضها الحرفي رفيق العاقل، بمناسبة مشاركته مؤخرا في معرض نظم بالعاصمة، إعجاب المواطنين، كونه تعمد تصغير حجمها لتكون بمثابة إضافة جمالية في ديكور المنازل... يحدثنا في هذه الدردشة عن سر اهتمامه بهذه الحرفة وطموحاته المستقبلة. على خلاف باقي النافورات التي تعودنا رؤيتها في الساحات العمومية، ارتأى الحرفي رفيق، نزولا عند رغبة محبي هذا النوع من الحرف الجمالية،  تشكيل نافورات صغيرة الحجم لتأخذ حيزا في المنزل، ولأن النساء عموما يحببن تغيير الديكور من أجل إضفاء نوع من التغيّر على منظر الغرف، جعلها متنقلة، يقول: "في الواقع لم يكن عندي أي اهتمام بهذا النوع من الحرف، فأنا بحار في الأصل، وكنت كثير التنقل عبر مختلف القارات، وفي واحدة من خرجاتي البحرية، زرت جزيرة كاينان في اليابان، وتجولت في مدينتها الصغيرة ووقع بصري على نافورتين في غاية الجمال، في تلك الأثناء توجه اهتمامي إلى النافورة، ففي بعض الأحيان تكون الأشياء أمامنا، لكننا لا نوليها اهتماما، وفي أحيان أخرى تشغل بعض الأمور تفكيرنا إلى درجة تدفعنا إلى تجريب واكتشاف ما فينا من إبداع، وهو ما حدث لي، فلم أكن أتصور يوما أن منظر تلك النافورة سوف يفجر بداخلي موهبة كانت مخفية". يواصل الحرفي رفيق قائلا: "إعجابي بنافورة جزيرة كاينان، جعلني أجرب صناعة واحدة وقد اعتمدت في ذلك على الحجارة الطبيعية البحرية، ورغم  أنها المرة الأولى التي أقبلت فيها على إبداع نافورة بجهدي الخاص، كانت النتيجة مذهلة، حيث صنعت ثلاث نافورات أعجب بها كل من وقع بصره عليها، ومنه قررت أن أحترف هذا العمل، فتوجهت في أول الأمر إلى صناعة النافورات الكبيرة بالاعتماد طبعا على الحجارة البحرية".

وعلى الرغم من أن الحرفي رفيق تخصص في أول الأمر في صناعة النافورات الكبيرة التي تزين ساحات المنازل الفخمة والفاخرة، لفت انتباهه حاجة فئة من أصحاب الشقق الصغيرة إلى مثل هذه النافورات ورغبة النساء تحديدا في إدخالها إلى المنازل، فما كان منه إلا أن نزل عند طلبهن واتجه نحو صناعة نافورات صغيرة، وبهذه الطريقة قال: "استغرق مني تصغير حجم النافورة الجمع بين جانبها الإبداعي والحفاظ على شكلها كنافورة يتدفق منها الماء مدة سنة كاملة، وقد اعتمدت في ذلك على الفخار والحديد بهدف تشكيلها، فالنافورة الصغيرة تتطلبت مني جهدا أكبر من الكبيرة، لأن التركيز على جانبها الجمالي والبحث عن الشكل المناسب يستغرق وقتا كبيرا لأن حجمها صغير، وفي الحقيقية النافورة المنزلية الأولى التي أنجزتها أعطيتها شكل الدراجات التقليدية القديمة التي استعملت لأول مرة في التاريخ، حيث صنعت الدراجة الإنجليزية التي تتميز بكبر عجلتها الأمامية، ثم صنعت الدراجة الملكية ودراجة العربة، وحتى لا أنسى تقاليدنا، اخترت من تراثنا العريق تصميم نافورة على شكل قفص عصفور وأسميتها قفص الماء"، ويضيف "أحب أن يكون دائما لأعمالي الإبداعية بعد تاريخي وحضاري حتى تكون حرفتي ذات قيمة"، تعد مشاركة الحرفي رفيق مؤخرا في المعرض، الخرجة الأولى من أجل التعريف بحرفته. ويتطلع كحرفي مبدع إلى تعليم حرفة صناعة النافورات للشباب الراغب في التعلم، لذا يناشد الجهات المعنية دعمه عن طريق تمكينه من محل يجمع فيه الشباب ويطلعهم على مختلف تقنيات وأسرار صناعة النافورات الكبيرة والصغيرة، على حد السواء.