جزّات فنية تأخذ أشكال الأسود وكلاب “الكانيش”!

أحياء تتحول إلى صالونات تجميل الكباش بـ 1400 دج

أحياء تتحول إلى صالونات تجميل  الكباش بـ 1400 دج
  • القراءات: 5214
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يبدع الشباب في كل مناسبة في اختراع حرفة جديدة تدرّ عليهم أموالا. والجديد هذه السنة هو ممارسة حرفة غريبة من نوعها، تتمثل في جز الكباش بطريقة فنية، وبآخر صيحة للاستعراض بأجمل كبش عُرفها ممارسوها بـ“حلاقة الكباش وتجميلها بالحنّاء”.

وقد أقدم بعض شباب بلدية باب الزوار على ممارسة حلاقة كباش عيد الأضحى أياما قليلة قبل موعده، حيث انتشرت ظاهرة تجميل الأضاحي للتباهي بشكلها ولونها؛ ما جعل منها مصدر منافسة سواء من ناحية القوة عند استعمالها في “الدقات”؛ أي المصارعة، أو من حيث الجمال وتدريبها لتكون مرافقا لصاحبها.

فالمتجول في أحياء العاصمة في هذه الفترة التي تسبق المناسبة الدينية الكريمة، يلاحظ ظاهرة تعدد أشكال جزات الكباش، فقد أصبحت لكل أضحية قَصة صوف خاصة بها، إلى جانب وضع الحنّاء على أجزاء مختلفة من جسمها، لاسيما الرأس والصدر والقوائم، خاصة بالنسبة للخرفان ذات القرون الكبيرة.

لم تصبح المصارعة بين كباش العيد الشغل الشاغل الوحيد لسكان العاصمة، بل أصبح تزيينها وإخراجها بأحسن طلة وتخضيبها بالحنّاء مع تزيينها بحاشيات بألوان الفريق الرياضي الذي ينتمي إليه أصحابها، ضرورة، هذا ما أكده سليم، الذي جعل أضحيته مركز اهتمام وعناية قبل عرضها على أصحاب الحي، حيث أكد أن هؤلاء ينتظرون رؤيته بفارغ الصبر بعدما تعمّد جز صوف كبشه على شكل أسد ووضع الحناء على رأسه.

وفي هذا الشأن يقول أنيس حلاق الكباش في ذات الحي، إن هذه الحرفة المناسباتية تكسبه ربحا جيدا، ويكون الحلق على مستوى الرقبة؛ أي على شكل قلادة أو جز كل الصوف وتركها في بعض الأماكن فقط، على غرار الأرجل والرأس فقط مثل كلاب الكانيش، أو تكون بأشكال مقترحة من طرف صاحب الأضحية عشوائية كانت أو محددة بحروف أبجدية لفريق كرة القدم. وتتراوح أسعار الحلاقة بين 900 و1400 دينار، وذلك حسب القصة المطلوبة والمدة اللازمة لإنجازها.

وضع الحنّاء على الأضحية عادة قديمة اعتمدها الأجداد للتفرقة بينها، خاصة أنها في وقت مضى كانت تودَع جميعا في مكان واحد وسط الحي ترعى مع بعضها حتى يوم العيد, من جهة أخرى، تعمّد بعض الشباب إعطاء أضاحيهم ألوانا أخرى أكثر غرابة، وهي ألوان راية فرق كرة القدم، على غرار الأخضر والأصفر والأحمر، معبرين عن تأثرهم وحبهم الكبير للفرق التي يناصرونها، الأمر الذي أثار استغراب الكثير من المحافظين.

وتجلب هذه الاستعراضات العديد من المواطنين، خاصة الأطفال والشباب الذين يقفون أمام هذه الكباش المميزة للتأمل فيها ومدح جمالها، على حد تعبير بعض الشباب، كما يأخذ البعض صورا تذكارية مع أغرب الأضاحي.