الحرفية سعيدة خالي لـ «المساء»:

أحب صناعة السلال وأتطلع إلى إتقان فن الترميل

 أحب صناعة السلال وأتطلع إلى إتقان فن الترميل
  • القراءات: 1538
هبة أيوب هبة أيوب
اختارت سعيدة خالي حرفية في صناعة السعف ومشتقات النخيل من مدينة ورقلة، أن تتمسك بحرفتها رغم صعوبة الحصول على المواد الأولية، فراحت تبدع مشغولات يدوية، أعطت من خلالها نمطا واضحا عن معيشة أهل الصحراء.
تعودت سعيدة منذ طفولتها على الأشغال اليدوية، لذا لم تجد صعوبة في صناعة السعف  التي تُعتبر من الحرف الصعبة، حيث تخصصت في صناعة السلال وبعض التحف الفنية التي تزيّن بها المنازل، ومنها سلة المجوهرات والفواكه وحتى المظلات الخاصة بالوقاية من الحرارة. وتتنوع مهارتها لتمس فئة الأطفال؛ إذ أعدت علبا مصنوعة من سعف النخيل ملوّنة بألوان زاهية، تعبّر عن عالم الطفولة لحفظ الحلويات. تقدم الحرفية سعيدة منتوجها حسب طلبات الزبائن وخصوصية كل منطقة، فسكان الشرق مثلا، يحبون اقتناء بعض المشغولات الفريدة من نوعها، والتي تعكس البيئة الصحراوية. قالت إن ما تصنعه يكثر عليه الطلب في المهرجانات المقامة بالمناطق الساحلية، على غرار عنابة وسكيكدة والطارف. أما الألوان التي تمزجها في صناعة السعف فتتمثل في الوردي والأحمر والأزرق والأخضر والبني، وكلها ترمز لجمال الحياة الصحراوية.
وتستخلص الحرفية الألوان، كما قالت، من «دندونة»، وهي عبارة عن مادة خاصة بصناعة السعف، مع التركيز على طريقة التزيين الأخرى التي تخص ليف النخيل. والليف ـ  تشرح محدثتنا ـ الخشبُ الخارجي للنخلة، والذي تصنع منه الحرفيات الورود لتزيين القفف والسلال والمظلات وبعض التحف الخاصة بالعروس. وتسمى في اللهجة المحلية لمدينة ورقلة «الكرناف»، و الذي يُستعمل في عملية النحت، لتقدّم نماذج رائعة للتحف الفنية الموجهة للعرائس والمتزوجات حديثا.وحول أسعار القطع الفنية المقدَّمة من طرف الحرفية، قالت إنها تحددها حسب المواد الأولية، وكذلك النوعية وساعات العمل التي تقضيها لإنتاج وصناعة التحف.
وإلى جانب صناعة السعف ومشتقاته، كشفت محدثتنا عن ميولها إلى حرفة أخرى، وهي  فن الترميل. ويتخذ هذا النوع من الفنون من الرمل الأصفر ذي اللون الذهبي، مادة أولية مع إضافة الغراء الذي يُستعمل كمادة ثانية في إنجاز الأشكال الفنية المختلفة.ويتم اختيار كميات من الرمل الناعم الخالي من أي نوع من الحصى قبل مزجها بالغراء واستعمال دعامة صلبة، تكون على هيئة صفيحة خشبية أو معدنية أو حتى طينية؛ حيث يُرسم عليها بقلم الرصاص الشكل الفني المرغوب فيه، وذلك قبل الشروع في وضع الرمل المخلوط بالغراء على مكان الرسم وتركه يجف لبعض الساعات تحت أشعة الشمس، قبل أن ينتقل الفنان إلى مرحلة تلوين الشكل الفني المنجَز، للحصول في النهاية على لوحة فنية، تعكس جمال الصحراء الجزائرية، «وهي الحرفة التي أتطلع لإتقانها»، ختمت الحرفية حديثها.