صيام ستة أيام من شوال "الصابرين"

أجر عظيم وفرصة للعودة التدريجية إلى النظام الغذائي السابق

أجر عظيم وفرصة للعودة التدريجية إلى النظام الغذائي السابق
  • القراءات: 634
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا سمير بوطاوي، خبير تغذية، إلى أهمية تبني سنة صيام ستة أيام من شوال، أو ما يعرف بـأيام الصابرين، لما لها من فوائد عديدة على صحة الفرد يجهلها الكثيرون، مشيرا إلى أنها وسيلة ممتازة للعودة إلى النظام الغذائي العادي تدريجيا، وهذا ما يمنح الجسم التنقل من مرحلة "راحة" المعدة بعد شهر كامل من الصيام، إلى مرحلة الأكل خلال ساعات مختلفة من اليوم، الأمر الذي قد ينتج مشاكل هضمية نظرا لـ"صدمة" يسببها البعض لجهازهم الهضمي، بسبب نظامهم الغذائي غير المتوازن.

تعيش العديد من العائلات الجزائرية، هذه الأيام، على غرار الكثير من المسلمين، أجواء شبه رمضانية، باعتماد سنة صيام ستة أيام من شهر شوال، أو كما يعرف بصيام "أيام الصابرين"، حيث تحيي نفس الأجواء الرمضانية بكامل طقوس ومستلزمات الإفطار، على غرار تحضير الشورية و"البوراك" وأطباق جانبية وسلطات وغيرها، حتى أن بعض العائلات حولت هذه السنة إلى "فرض عين"، حيث أضحى الصغير قبل الكبير يقبل على صيامها، بعد أن كانت في الماضي، شبه منعدمة، وإن وجدت، فإنها تقتصر على شريحة معينة من أفراد المجتمع من كبار السن، أو بعض المتعمقين في أمور الدين. 

اليوم يبدو جليا الإقبال الكبير على هذه السنة، التي إلى جانب مزاياها الروحانية وحكمتها في إتمام وتصحيح صيام شهر رمضان، لها مزايا صحية، وقد سجل في هذا السياق، ارتفاع نسبة الصائمين في أوساط المجتمع، إذ صارت هذه العبادة تشمل عائلات بأكملها، بما فيها أصغرهم سنا، بعد زرع الآباء هذه السنة الحميدة، لدرجة أن البعض أصبح يرى أن صيام شهر رمضان لا يتم إلا بصيام ستة أيام من شوال، وهو ما يؤكد، حسب بعض من تقربت منهم "المساء"، بخصوص هذا الموضوع، "انتشار الوعي الديني وسط العائلات".

لا يزال يخيل للمتجول في أحياء العاصمة، خصوصا الأحياء الشعبية، هذه الأيام أن شهر رمضان لم ينقض بعد ويتواصل لشهر آخر، فمظاهر الصيام لا تزال تخيم على الأجواء من خلال عدة صور، أهمها إبقاء بعض المحلات المختصة في الأكل السريع مغلقة، إلى جانب انتشار الباعة الموسميين الذين يختصون في بيع "الديول" أو"خبز الدار" بمختلف أنواعه، كـ"الكسرة" و"المطلوع"، فضلا على بيع بعض الحلويات التقليدية المرتبطة برمضان مثل "الزلابية" و"قلب اللوز"، إلى جانب مشروب "الشاربات التي تعد تقليدا استهلاكيا راسخا لدى الكثيرين بعد الإفطار.

على صعيد آخر، قال سمير بوطاوي، خبير التغذية، إن حكم صيام "أيام الصابرين" هو "سنة مستحبة، فيها فضل عظيم وأجر كبير ومنفعة كبيرة على صحة الفرد، ومن فوائد صيامها؛ تعويض النقص الذي يحصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصيام من حصول تقصير أو ذنب مؤثر سلبا في صيام الفرد، ويوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض"، إلى جانب ذلك، يضيف الخبير "له فوائد عظيمة على الصحة، إذ ينتقل الصائم من مرحلة الصيام وراحة الجهاز الهضمي، بفضل النظام الغذائي الذي يميز شهر الصيام والأكل خلال فترة واحدة فقط من اليوم، إلى مرحلة الأكل كل وقت، لأن العديد من الأشخاص بعد رمضان يطلقون العنان لشهواتهم تجاه الأكل، ويعود البعض للأكل أكثر من ذي قبل، كنوع من (الاشتياق) له، مما يسبب للعديد منهم مشاكل هضمية، وفي بعض الحالات تسممات غذائية وصدمات معدية، ويقود البعض إلى المصالح الاستعجالية، أيام العيد".

دعا الخبير إلى أن يكون الصيام متقطعا طيلة شهر شوال، فليس بالضرورة أن تكون ستة أيام متتالية، رغم أن الكثيرين يحبذون ذلك، ويرون أنه من الأفضل صيام تلك الأيام، ما داموا متعودين على الصيام، في حين يريد البعض صيامها قبل ارتفاع درجات الحرارة، التي تتصاعد تدريجيا خلال هذه الأيام، مشيرا إلى أن التقطع في صيامها، هو ما يمنح العودة إلى النظام الغذائي السابق تدريجيا.