الحرفي الصغير عبد المؤمن بن عمارة لـ "المساء":

أتمنى مواصلة مشوار أبي

أتمنى مواصلة مشوار أبي
  • القراءات: 957
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
فضل تتبع خطى والده الذي يعتبره قدوة له، فقد اقتفى خطاه منذ صغره وتبنى عاداته، هو اليوم يرافقه في أعماله الحرفية ونجح في إثارة إعجاب زوار المعارض التي يشاركون بها بفضل روعة أعمالهم الخشبية..، إنه الطفل عبد المؤمن بن عمارة الذي لم يتعد عمره 12 سنة، وقد نجح في التفنن في هذه الحرفة.. "المساء" زارته وعادت لكم بهذا الحوار.
❊ المساء: بداية، كيف كان ولوجك هذا العالم رفقة والدك؟
❊❊ عبد المؤمن بن عمارة: لقد تبنى أبي هذه الحرفة منذ أكثر من 10 سنوات، واحترافيته الكبيرة جعلت كل أفراد أسرته يعشقون أعماله قبل الجمهور، وزاد إعجابنا به بعدما فرض المنافسة وسط الحرفيين في باقي المجالات، ما دفعني لمراقبة أعماله في أوقات فراغي لأحاول مساعدته في بعض التفاصيل البسيطة، كمده بالأدوات التي يستحقها أوتنظيف تلك القطع التي انتهى من صناعتها، وبعدها اكتسبت ثقته ما مكنني من فرض وجودي في ورشته.. وها أنا اليوم أساعده في أشغال أخرى أكثر تعقيدا.
❊ ما هي مدة خبرتك في هذا المجال؟
❊❊  رغم صغر سني إلا أنني أتمتع بدقة الملاحظة، ولقد احتككت بحرفة أبي منذ أكثر من 4 سنوات، كنت حينها صغيرا جدا، إلا أنني كنت أصر وألح كثيرا على أبي لأبقى معه داخل الورشة وأميز كل ما يقوم به وكنت حينها أحاول التركيز جيدا حتى أتذكر كل خطوة يقوم بها حتى أنجح في إعادة تطبيقها عندما يحين الوقت، واليوم الحمد لله أنا قادر على مساعدة أبي في أعماله.
❊ هل يعطيك والدك الحرية في إضفاء لمساتك الخاصة على هذه الأعمال؟
❊❊ بطبيعة الحال نعم، فطبع أبي متفتح، وهو يرحب بكل الأفكار الجديدة حتى يستغلها ويوظفها في قطعه الفنية، صحيح أن كل حرفي قد يحدث عنده ما يعرف بكبح الإلهام أوالتصور، هذا ما يجعله في بعض الحالات يطلب نصائح من هم حوله.
❊ ما الذي يستهويك في هذه الحرفة؟
❊❊ أعشق النتيجة النهائية عندما ننتهي من العمل، حيث تغمرنا السعادة عندما نتمكن من ابتكار قطعة فنية جميلة، إلى جانب التركيز في العمل الذي يعد فرحة أخرى في حد ذاتها، فأحب تمضية وقت فراغي في كل ما يثير اهتمامي، وصناعة الخشب هي من أولويات دائرة اهتماماتي بعد الدراسة.
❊ هل تفكر في احتراف هذه المهنة، وهل هذا لا يجعلك تفقد تركيزك في الدراسة؟
❊❊ لا، هذا لا يفقدني التركيز، وإنما يجعلني أجد متنفسا لإطلاق العنان لإبداعي بعد الدراسة، ويصعب تفسير ذلك، إلا أن هذا العمل يساعدني كثيرا في التركيز، فهو بمثابة الرياضي الذي يجد الراحة النفسية بعد التمارين الرياضية، ليجعلني انطلق في دراستي بمتنفس جديد وطاقة كبيرة. وعن احترافية هذه المهنة، نعم، أتمني أن تكون لي القدرة على التوفيق بين الصناعة التقليدية التي يحبها أبي والتي أحببتها لحبه، وكذا بين دراستي التي تمثل أساس الحياة، فالعلم والثقافة لا ينفصلان عن بعضهما في هذين العالمين.
❊ لماذا اخترتم كعائلة، التخصص في صناعة حاملات الصحون عن غيرها من الأدوات الخشبية الأخرى؟
❊❊  لأن هذه الصناعة جعلتنا نتميز عن غيرنا من الحرفيين في صناعة الخشب، فهناك الكثيرون في هذا المجال، وبذلك بحث أبي عن القطعة الخشبية التي رآها منسية، فاحترفها وجعلها مبدأ صناعتنا، إلا أن هذا لا يمنعنا من صناعة قطع أخرى كالمرايا وحاملات المفاتيح وغيرها من القطع التي تكون تحت طلب الزبون.
❊ كيف تختارون الألوان؟
❊❊ الألوان هي الإلهام الخاص للحرفي، ولابد أن تكون متناسقة وجميلة، كما أننا دائما نعمل على إرضاء الزبون بتطبيق الألوان التي يختارها وجعلها في قطعة تقليدية جميلة متكاملة بين الشكل الأنيق والألوان المتناسقة.
❊ هل أحب الجمهور قطعكم الفنية؟
❊❊  نعم لقد أحب الجمهور ما نقوم به، واستحسن أعمالنا التي لقيت رواجا خلال مختلف المعارض للصناعة التقليدية، لاسيما وأن أسعارنا بسيطة ومدروسة وهي في متناول الجميع، فأسعار حاملات الصحون تتراوح بين 300 إلى 600 دينارا وذلك حسب الحجم.