محمد مفتاح المختص في الديكور والزخرفة الإسلامية لـ"المساء":

أتمنى المشاركة في مشروع مسجد الجامع الكبير

أتمنى المشاركة في مشروع مسجد الجامع الكبير
  • القراءات: 698
حاورته: خ.نافع حاورته: خ.نافع

محمد مفتاح مختص في فن الديكور والزخرفة الإسلامية بمدينة وهران، استهوته هذه الحرفة منذ الصغر، فهو ابن مدينة تلمسان التي تتميز أغلب مبانيها بهذا الطراز المعماري الإسلامي العريق، الذي تشبع فكره به منذ نعومة أظافره، فقرر ولوجه والاحتراف فيه. 

 كيف اخترت تعلم حرفة الديكور وبالأخص الزخرفة الإسلامية؟

— أحببت هذه الحرفة منذ صغري فتعلمتها، وعندما حصلت على شهادة البكالوريا قدمت من ولاية تلمسان إلى وهران لألتحق بكلية التاريخ، وفي نفس الوقت كنت أرجع إلى تلمسان لأتعلم حرفة الزخرفة على الجبس. وفي السنة الثانية من الدراسة قررت التوقف والتوجه للعمل، لاسيما بعد حادث السير الذي تعرض له والدي، وأصبحت المعيل الوحيد لأسرتي. انطلقت من الصفر قبل 20 سنة وحاليا أنا صاحب مؤسسة لفن الديكور في الزخرفة الإسلامية، أشرف على فريق من العمال وكونت العديد من الشباب الذين وجدت فيهم حب هذه الحرفة والإصرار على تعلمها، لأن هذا النوع من الفن يحتاج إلى الكثير من الصبر والإتقان، بالاعتماد على أدوات تقليدية محضة، غير أن هناك حرفيين شباب أصبحوا يميلون إلى استخدام وسائل التكنولوجيا لربح المال في وقت قصير وجهد أقل وهو ما أرفضه تماما.

 كيف تتعامل مهنيا مع فن النقش على الجبس الذي يوصف بالسهل؟

— فن النقش على الجبس من الفنون القديمة، لكن برز أكثر كفنّ يهدف إلى التجميل، وإضفاء الجمال على العمارة، وهو ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب القوة العضلية والصبر والثقافة المعرفية الواسعة وقوّة الملاحظة، التأمل، الدقة، الحكمة والإلمام بقواعد الرياضيات والهندسة بصفة خاصّة، إلى جانب الإلمام بالزخرفة وفنيات الحفر على الجبس.. ومعرفة خصائص هذه المادة من حيث الاستعمال والتشكيل وتأثير الحرارة والبرودة عليها؛ لأنه معروف أن الحرارة المرتفعة تُعيق استعمالها وتُفقدها مرونتها التي بواسطتها يسهل التشكيل ويتيسّر الحفّر، بالتالي فإن من يتعامل مع هذا الفن يُفترض أن يكون أخصّائيا فيه، فهو الوحيد الذي يملك القدرة على تنسيق الأشكال الهندسية الدائرية والأشكال ذات الزوايا المنفرجة والحادّة، والأشكال التي تجمع هذه أو تلك أو غيرها.

 هل يعرف هذا الفن المعماري رواجا لدى سكان وهران؟

— في السابق، كان يقتصر هذا الفن على سكان أقصى الحدود الغربية للوطن، غير أنه انتشر بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة بمدينة وهران والولايات المجاورة، كما أصبح يدخل في إنجاز بعض الإدارات والمؤسسات الحكومية، منها دار الصناعات التقليدية التي تعتبر تحفة فنية تعززت بها ولاية وهران، وحاليا أنا أشتغل في مشروع تزيين الواجهة البحرية للمرسى الكبير التي تعد مدخلا إلى الكورنيش الوهراني الغربي، وقد أشرفت من قبل على إنجاز العديد من المشاريع،  منها تزيين مدخل عدد من الإقامات الجامعية بوهران، زيادة على الشلالات المائية التي تعد من اختصاصي.

 هل ستواصل تكوين الشباب في هذه الحرفة؟

— للأسف لا يوجد مكونين في مجال الزخرفة الإسلامية ببلادنا التي تفتقد لمدارس ومعاهد متخصصة، كما هو الحال مع دول عربية وإسلامية شقيقة، حيث يستعين المواطنون في الجهة الغربية من الوطن في تزيين بيوتهم  باليد العاملة المغربية، لذلك أرحب بفكرة تكوين الشباب في حالة تلقي الدعم من المديرية الولائية للتكوين من أجل فتح تخصص جديد يخص فن الديكور والزخرفة الإسلامية لتمكين المتربصين من الحصول على شهادة، حاليا أنا بصدد تكوين 6 شباب.

 هل من كلمة أخيرة؟

— أحلم بالمشاركة في مشروع الجامع الكبير بالعاصمة وأنا مستعد لأي اختبار لأثبت أنا وفريقي جمالية العمل الذي نقوم به في مجال الزخرفة الإسلامية. أتمنى كذلك أن تتبنى السلطات المحلية بالولاية فكرة تزيين المساحات الخضراء بالشلالات المائية لتزيد المكان، إلى جانب الطبيعة الخضراء، رونقا يريح الناظرين. في نفس الوقت أنتهز الفرصة لأجدد دعوتي للشباب الذي لم يتمكن من مواصلة مشواره الدراسي، أن يتوجه لتعلم هذه الحرفة التي سيضمن بها مستقبله.