الحرفية فاطمة الزهراء خداوي لـ "المساء":

أتطلع لتسويق كسكس "الحمامة"

أتطلع لتسويق  كسكس "الحمامة"
السيدة فاطمة الزهراء خداوي
  • القراءات: 2116
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت ابنة مدينة البليدة السيدة فاطمة الزهراء خداوي، أن تكون وفية للبيئة التي تنتمي إليها بأعالي جبال الشريعة؛ من خلال الدفاع عن الموروث التقليدي ممثلا في طبق الحمامة؛ إذ أخذت على عاتقها مهمة التعريف به في مختلف المناسبات التي تشارك فيها كحرفية. وتتطلع من خلال التمسك بالأطباق التقليدية، إلى إحيائها في ذاكرة جيل اليوم، من الذين لا يعرفون الكثير عنها.

يُعد طبق "الحمامة" من أكثر الأطباق التقليدية المعروفة بولاية البليدة، وتحديدا عند سكان الشريعة وبوعرفة بالنظر إلى الطابع الغابي للمنطقة. ويرتبط هذا الطبق بما تنبته الأرض من أعشاب مختلفة التسميات؛ الأمر الذي جعل هذا النوع من الأطباق شائعا عند سكان المناطق الغابية والريفية.

وحسب السيدة فاطمة الزهراء، فإن أكثر ما جعلها تتمسك بهذا الطبق وتروج له في مختلف التظاهرات التي تشارك فيها، كونها ابنة الريف أولا، ومن عشاق هذا الطبق الصحي. وأهم ما يميز طبق "الحمامة"، حسب محدثة "المساء"، غناه بالأعشاب؛ إذ يحوي على أكثر من مائة عشبة، ومن بينها عشبة المريوت، والحلحال وتاسلغا، وغيرها من الأعشاب التي تُجلب من جبال الشريعة، ويتم تنظيفها وطحنها لتتحول إلى مسحوق يضاف إلى السميد. ويُفتل مع الكسكسي ليعطي طبقا مميزا يغلب عليه الذوق المر. ولعل هذا أكثر ما يجعل هذه الأكلة التقليدية صحية؛ إذ تقدَّم عادة للمريض مدهونة بزيت الزيتون، وهو مفيد جدا لكونه ينشط الدورة الدموية، ويمنح الدفء للجسم، ويُنصح به مرضى الربو والحساسية بالنظر إلى القيمة الغذائية للأعشاب التي يُعد بها.

ويُقبل سكان الأطلس البليدي، حسب فاطمة الزهراء، على تناول طبق "الحمامة" في فصلي الشتاء والربيع. وأصبحت العائلات، بالنظر إلى الحاجة الملحة إلى هذا الطبق الغني بالأعشاب، تُعِد منه كميات كبيرة كنوع من "العولة"، تلجأ إلى طبخه في أيام الشتاء الباردة، لفوائده الصحية الكثيرة.

وفي هذا السياق، تفكر محدثتنا في الاستثمار فيه؛ من خلال الحصول على قرض لتسويق هذا النوع من الكسكسي الذي يكثر الطلب عليه خاصة في السنوات الأخيرة؛ إذ راجت فكرة العودة إلى تناول كل ما هو طبيعي.