غليزان

أبناء عمراوة يحيون وعدة "سيدي امحمد بن اعمر"

أبناء عمراوة يحيون وعدة "سيدي امحمد بن اعمر"
  • 3012
 نور الدين واضح نور الدين واضح

أحيا في نهاية الأسبوع سكان عمراوة وعدة الوالي الصالح "سيدي امحمد بن اعمر" السنوية مؤخرا، وسط غابات الرمكة الكثيفة بجبال الونشريس الغربي، إلى أقصى الجنوب الشرقي لولاية غليزان،   للموسم الخامس على التوالي، بحضور أحفاده وأبنائهم وجمع كبير من المواطنين الذين تمتعوا بالمناظر الطبيعية الخلابة واستلهموا العبر من حلقات الذكر والصلاح وزيارة ضريح الولي الصالح.

زوار المكان جاؤوا من كل حدب وصوب قادمين من ولايات الشلف، تيارت، مستغانم ووهران، إضافة إلى المقيمين بمختلف مدن وبلديات غليزان الذين اجتمعوا أمام ضريح هذا الرجل الصالح الذي يقال ـ حسب روايات أحفاده ـ أنه قدم إلى المنطقة من ولاية تلمسان خلال حوالي القرن الثامن الهجري، بعد الفتنة التي ظهرت آنذاك بين الموحدين والمرابطين، ويعود نسبه إلى الإدريس الأكبر من عائلة عبد الله المدعو المثنى ابن الحسن الكامل، وهي نفس الفترة الزمنية التي نزل بها ابن خلدون في منطقة فرندة بولاية تيارت، وكتب هناك مقدمته المشهورة. وهو مكان غير بعيد عن منطقة أولاد دفلتن بالرمكة التي استقر بها مصلحنا سيدي أمحمد بن عمر للتدريس والتوعية ونشر مبادئ الإسلام الصحيحة بين السكان، مما جلب له الكثير من الاحترام والتقدير وتنازل له السكان المحليين من البربر أنذاك عن كل الأراضي المحيطة بالجهة. رزق بولد واحد فقط يدعى بوزيان الذي أنجب 6 أطفال؛ 5 ذكور وبنت، ومنهم تفرع الكثيرون الذين استوطنوا المكان لعدة قرون قبل أن يتفرقوا ويهجروا المنطقة في سنوات الثمانينات، وما بقي منهم أرغمته العشرية السوداء على الرحيل، ليعودوا اليوم من أجل زيارة جدهم بعد قيام أحد أحفاده بترميم الضريح وبناء دار بجانبه لطلبة القرآن الكريم، حيث كانت المناسبة فرصة لالتئام الشمل والتعارف وصلة الرحم، وقد تحدث المثقفون من نسله عن نيتهم في إنشاء جمعية خيرية هدفها إحياء تلك العادات والقيم الأخلاقية الحميدة التي غرسها هذا الولي الصالح في أتباعه وتوارثوها أبا عن جد، مع العمل على إصلاح ذات البين ولمّ شمل أولاد سيدي أمحمد بن أعمر أينما وجدوا.