جامعة باتنة
آليات وأدوات التوظيف في ملتقى وطني

- 2544

ينظم مخبر بنك الاختبارات النفسية والمدرسية والمهنية بجامعة باتنة «1»، ملتقى وطنيا حول «آليات وأدوات الانتقاء والتوظيف المهنيين في المؤسسات الجزائرية»، يومي 06 و7 0 ديسمبر المقبل.
يمثل الانتقاء والتوجيه في ميدان العمل أساس عملية التوظيف انطلاقا من أهمية اختيار أحسن العناصر وأجودها للشغل؛ وسواء تعلّق الأمر باختيار وانتقاء أولي لمنصب عمل أو لتقييم بعدي وتوجيه في إطار حركة العمال، فالعملية تخضع لضوابط تقنية ومنهجية خاصة، اعتمادا على معايير ومحكات تحددها المؤسسة، وإن اختلفت هذه الأدوات من مقابلات شفوية أو اختبارات كتابية أو حتى روائز أدائية وروائز تقيس القدرات، فإن الهدف واحد يكمن في تقييم مدى أهلية وقدرة العامل المتقدم من الوظيفة من عدمها.
والأكيد أن ميدان الانتقاء والتوجيه في علم النفس عموما وعلم نفس العمل بالخصوص، ظهر منذ البدايات الأولى لعلم النفس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومع انتشار المؤسسات الإنتاجية الضخمة في الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أوروبية وتضاعف أعداد العاملين في القطاع الصناعي، برزت مشكلات عديدة في تلك المؤسسات، وأصبح حلّها يحتل الصدارة في قائمة انشغالات المعنيين برفع وتيرة الإنتاج والمسؤولين عن إدارتها وتسييرها.
وجرت أولى هذه المحاولات عام 1567، وهي عبارة عن نشرة حول أمراض التعدين وأخطار هذه المهنة على صحة العامل. ثم تبعتها محاولة صاحب كتاب «أمراض الباعة ورجال التجارة والحرف».
وفي نهاية القرن الثامن عشر صدر كتاب «اختبارات العقل أو الفطنة». ومن خلاله نستشرف بعض الخطوط العريضة لعلم جديد يتصدى لحل المشكلات الصناعية في إطار المعرفة السيكولوجية؛ حيث انطلق هاوت من مسلَّمة الفروق بين الناس في صفاتهم وخصائصهم وقدراتهم، ليخلص إلى القول بوجوب الكشف عنها لدى العمال من أجل توجيههم نحو الأعمال والمهن التي تناسبهم.
وفي سنة 1908 كانت حركة التوجيه المهني قد بدأت، حين أسس بارسونز داراً للخدمات المدنية في إحدى المؤسسات الاجتماعية ببوسطن. وما إن مضى عام واحد حتى امتدت هذه الحركة إلى مدارس بوسطن، ومنها إلى معظم الولايات الأمريكية الأخرى، الأمر الذي شجع على إنشاء جمعية قومية للتوجيه المهني. وفي نفس العام صدر قانون التنظيم العملي في إنجلترا، الذي يقضي بإحداث مكاتب للتوجيه المهني لمساعدة الشباب في اختيار المهنة الملائمة.
ولقد تُوّجت نشاطات هذه المكاتب وغيرها من مراكز البحث في ميدان التوجيه المهني، بتأسيس المعهد القومي لعلم النفس الصناعي الذي قام بدور فعال في تنشيط التوجيه المهني وتشجيع الدراسات الميدانية داخل المؤسسات الإنتاجية والخدمية.
إذا كانت هذه حركة القياس والتقييم في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية فإننا نتساءل عن حركية القياس والتقويم في بلادنا العربية وفي الجزائر تحديدا فيما يتعلق بمجال الانتقاء والاختيار الوظيفي، وبذلك التوظيف في المؤسسات المختلفة ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والصناعي وذات التوجه العام والخاص في الجزائر.
انطلاقا من كل هذا نبعت فكرة تنظيم ملتقى وطني للتعرف على آليات الانتقاء والتوجيه والتوظيف بالمؤسسة الجزائرية، والوقوف على واقع استخدام الروائز النفسية في عمليات الانتقاء، التوجيه، التوظيف وغيرها… ومن هنا فإن إشكالية الملتقى تُطرح على النحو التالي: ما هو واقع عمليتي الانتقاء والتوظيف المهنيين في المؤسسات الجزائرية؟ وما هي آلياته ووسائله؟
سطر القائمون على الملتقى جملة من الأهداف أهمها: التعرف على آليات وممارسات الانتقاء المهني في المؤسسات الجزائرية، والسعي إلى التعرف على طبيعة الأدوات المستخدمة في الانتقاء، ومنها الاختبارات النفسية المختلفة الشخصية، الميول، الاستعدات والقدرات... وأخيرا التعرف على آليات التوظيف المهني المستخدمة في المؤسسات الجزائرية المختلفة؛ سواء كانت خاصة أو عمومية مهما كانت طبيعة نشاطها مع عرض تجارب لصعوبات وعراقيل عمليتي الانتقاء والتوظيف المهنيين في المؤسسسات الجزائرية العمومية والخاصة.
تتمثل محاور الملتقى في محور واقع عمليتي الانتقاء والتوظيف المهنيين في المؤسسسات الجزائرية العمومية والخاصة، ومحور واقع استخدام وتوظيف الاختبارات والمقاييس النفسية في عملية الانتقاء والتوظيف المهنيين مع عرض نماذج للاختبارات المستخدمة، ومحور عرض تجارب ميدانية لصعوبات وعراقيل عمليتي الانتقاء والتوظيف المهني في المؤسسات الجزائرية، وأخيرا محور عرض تجارب عربية وعالمية رائدة في مجال الانتقاء والتوظيف المهنيين.