بعد تمديد عطلة الأمومة

آباء يطالبون بحقهم في رعاية المولود

آباء يطالبون بحقهم في رعاية المولود
  • 203
رشيدة بلال رشيدة بلال

لقي قرار تمديد عطلة الأمومة لفائدة المرأة العاملة، بموجب التعديل الصادر في 19 جويلية 2025 والمتمم لقانون 83/11 المتعلق بالتأمينات الاجتماعية، في شقه الخاص بالأمومة، ترحيباً واسعاً من الأمهات العاملات. فبموجب التعديل الجديد أصبح للمرأة العاملة الحق في الاستفادة من 150 يوم بدلًا من 98 يوما، مع عدد من الامتيازات التي تسمح لها برعاية مولودها في ظروف مريحة. وقد دخل هذا المكسب الجديد حيّز التنفيذ منذ 23 جويلية المنصرم.

غير أن هذا المستجد أعاد إلى الواجهة مطلبا قديما لبعض الآباء، وهو ضرورة تمديد عطلة الأبوة التي لم يشملها أي تعديل منذ سنوات، حيث تقتصر حاليا على ثلاثة أيام فقط، تُعد غير كافية حتى لتلبية احتياجات الزوجة بعد الولادة. وعلى هامش الأيام الإعلامية المخصصة لشرح التعديلات الجديدة لقانون الأمومة التي باشرها الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وكالة البليدة في عدد من المرافق، عبّر عدد من الآباء عن أملهم في أن يكون لهم نصيب من هذا الامتياز الجديد. وقالوا إن مدة ثلاثة أيام غير كافية لممارسة هذا الحق الطبيعي. 

أحد الأولياء قال لـ«المساء" إنه يثمّن ما جاء به القانون الجديد، الذي لم يعرف أي تعديل منذ ثمانينيات القرن الماضي، مضيفا أن تمديد عطلة الأمومة يمنح الأم فرصة التفرغ لرعاية مولودها، والحرص على حقه في الرضاعة الطبيعية. لكنه شدّد، في المقابل، على أنّ للأب دوراً أساسياً أيضا في رعاية المولود، خاصة في ظل انتشار نموذج "الأسرة النواة"، التي تتكون من الزوجين والأبناء فقط، ما يجعل من الصعب على الأم تدبير شؤون الرعاية بمفردها، خصوصا في الشهر الأول بعد الولادة.

وليٌّ آخر يستعد لاستقبال مولوده الأول، رحّب، بدوره، بالقرار الجديد، لكنه أبدى رغبته في أن تمتد عطلة الأبوة إلى ما بين 15 و20 يوما على الأقل، حتى يتمكن من مشاركة زوجته رعاية مولودهما الجديد. وقال إن ثلاثة أيام لا تكفي ليعيش الأب فرحة التجربة الأولى، أو ليقدّم الدعم الكافي لزوجته في الفترة الحرجة بعد الولادة، لافتا إلى أن ما تم التعارف عليه بأن الأم تنتقل إلى بيت أهلها بعد الولادة مباشرة، ليتم مساعدتها على رعاية المولود، يحرم الأب من حق عيش التجربة.

ومن جهته، أشار مواطن آخر إلى أنه مقارنة ببعض الدول الأوروبية تَكشف الفارق الكبير؛ إذ تصل عطلة الأبوة هناك إلى ستة أشهر في بعض الحالات، بينما لا تمنح القوانين الجزائرية سوى ثلاثة أيام، وهي مدة قصيرة لا تسمح حتى بمواكبة الأيام الأولى للمولود. وأوضح أن كثيرا من الآباء يضطرون لأخذ عطلة سنوية أو مرضية لتلبية احتياجات الزوجة والمولود الجديد. ويزداد الأمر تعقيدا عليهم إن كان المولود يعاني من بعض المشاكل الصحية، مؤكدا أن تمديد عطلة الأبوة سيكون خطوة مهمة تواكب التحولات الاجتماعية، التي جعلت دور الأب في التربية والرعاية، محوريا، بعيدا عن الصورة النمطية التي تحصره في الإعالة المادية فقط.