موضوع يوم دراسي احتضنته تلمسان

«مكافحة التدخين... تحدّي مجتمع»

«مكافحة التدخين... تحدّي مجتمع»
  • القراءات: 1110
 ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

شكّل موضوع «مكافحة التدخين... تحدّي مجتمع» موضوع لقاء إعلامي تحسيسي لفائدة الشباب والمراهقين حول آفة التدخين وأخطاره على الصحة، نظمته در الشباب العقيد لطفي بتلمسان بالتنسيق مع مركز الكشف والإعانة على الإقلاع عن التدخين والمؤسسة العمومة الجوارية بتلمسان، حيث أوضح الأخصائي النفساني بمركز الكشف والإعانة على الإقلاع عن التدخين السيد «شقرون عبد الحميد»، أن هذه الحملة التحسيسية لفائدة الشباب في الوسط المدرسي والمجتمع ككل، للتعريف بأضرار التدخين من خلال عرض نشاطات المركز، وكيفية التكفل بالمدخنين، والعلاج الطبّي والنفسي لهذه الفئة بتوعية المجتمع حول أضرار التدخين.

وأضاف المختص قائلا: «إنه بوجود مجموعة من الخطوات التي تساعد الناس على التخلص من التدخين، ومنها تحديد الأنشطة أو الأماكن التي تقترن في أذهاننا بالتدخين وتجنبها قدر المستطاع، إذ، على سبيل المثال، يمكن بعد الانتهاء من العشاء ـ حسبه ـ اللجوء إلى الرياضة بدلا من الجلوس في المنزل والتدخين إذا كان الشخص يدخن كثيرا بعد العشاء، بالإضافة إلى الاستعداد للأعراض المحتملة التي قد ترافق الإقلاع عن التدخين، كالحاجة إلى النيكوتين والتوتر وحدّة الطبع، وممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها المساعدة على تحسين التنفس عند المرء، وكذلك التخفيف من السموم في الجسم، وإلهاء المرء عن التفكير بالتدخين، وفي النهاية الاستعانة بالأصدقاء وعدم الاعتماد على الإرادة الذاتية فحسب.

«المساء» خلال لقائها ببعض الحاضرين ممن كانت لهم تجربة في الإقلاع عن التدخين، قال البعض منهم إن التدخين عادة أكثر من كونه إدمانا، ومنهم «محمد عزوز» 45 سنة، مشيرا إلى أنه اتخذ قرار الإقلاع عن التدخين أكثر من مرة في حياته، وقد نجح فعلا في التوقف لمدة تتجاوز العام ونصف العام بعد أكثر من 20 سنة من التدخين، حيث وصل استهلاكه هذه المادة يوميا، إلى ما يعادل علبتين، واعتبر أن التوقف عن التدخين يحتاج إلى إرادة صلبة، وذلك لكون السيجارة ترتبط بحياتنا، فمع فنجان القهوة دائما نتذكر السيجارة، وهكذا نعود إليها. واعتبر أن قرار الإقلاع عن التدخين يُعد أكثر أهمية، والتي يجب أن يضع لها الناس تخطيطا. 

من جهته، «محمود زيغ» لفت إلى أنه غير قادر على اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين إطلاقا، معتبرا أن القرار يجب أن يتزامن مع ظروف اجتماعية مناسبة. وأشار إلى أنه لا يستغني عن التدخين في حياته اليومية، بسبب ظروفه الصعبة التي تجبره على البحث عما يخفّف عنه. أما المواطن «عبد الصمد رحو» فأشار إلى أن اتخاذ قرار التدخين أمر غير سهل إطلاقا، فهو يتطلب الإرادة القوية، وربما الدعم من قبل الاختصاصيين الذين يمكنهم تقديم الإرشادات، التي من شأنها فعلا إيصال المرء إلى الإقلاع النهائي من دون عودة.

وقد خلص اللقاء الإعلامي التحسسي إلى أن قرار الإقلاع عن التدخين يُعدّ أحد القرارات المهمّة، التي تُتخذ في بداية كل عام. ويعتمد معظم الأشخاص الذين يقررون الإقلاع عن التدخين، على الإرادة الشخصية من دون استشارة طبيب، وقد يتراجع الكثير منهم أو يعودون إلى التدخين لعدّة أسباب. ويرى بعض المدخنين أنهم على الصعيد النظري، يقررون ترك التدخين كل يوم، لكنهم غالبا ما يفشلون في وضع قراراتهم موضع التنفيذ. وبحسب المختص «شقرون عبد الحميد» فإن في منظمة الصحة العالمية أربعة أشخاص من أصل خمسة مدخنين يتخذون قرار الإقلاع عن التدخين، بينما لا ينجح إلاّ أقل من خمسة بالمائة من هؤلاء في الإقلاع عن التدخين وبشكل نهائي.