من واقعنا

«ما عنديش الزهر»

  • القراءات: 1259
تكتبه اليوم: نور الهدى بوطيبة تكتبه اليوم: نور الهدى بوطيبة
 
 

لا تزال الحياة اليومية للبعض مرتبطة بمدى تصديقه بمختلف الخرافات التي توارثها عن أجداده إلى درجة الإيمان بها، حيث يتخذ منها تفسيرات للعديد من المواقف التي يتعرض لها ويتجه نحو التنبؤ بالحظ الجيد والسيء في ظل المعطيات التي تم إسنادها إلى موقف معين مهما كان بسيطا بحكم «الزهر»، حيث بات أغلب المواطنين مهما كان مستواهم يقسمون حياتهم بين عبارتين شائعتين؛ «عندي الزهر» و«ما عنديش الزهر»، وبناء على ذلك، فإن كثيرا منهم يتيهون في دوامة العالم الخيالي الذي ليس له أي نظرية أو صحة للاستدلال بها.

هي مجرد أوهام نفسية أو مجالات صدفة يعلقون عليها حظهم ويسعون لاستعمالها في كل موقف، لدرجة أصبحت جزءا من الواقع الذي يعيشونه ويتناسون بذلك واقع القضاء والقدر الذي يحدد مسار حياتهم. فيحكم على نفسه بالسلب أو بالإيجاب نظرا لما تحمله العبارة من حظ قليل أو وافر، فهي مجموعة من الخرافات التي تم تناقلها عن طريق أجدادنا الذين توصلوا عن طريق تجاربهم الخاصة التي مرت عليهم في زمانهم، إلى التأكد من صحة احتمالات بعضها، وبناء على ذلك وعن طريق تداولها من شخص إلى آخر، صار الجميع يؤمنون بها، لاسيما أمام توافق تلك الخرافات التي تصادفهم مع الموقف الذي يعترضهم، فرغم أن الجميع يعتبرها غير واقعية، إلا أنهم أصبحوا يصدقونها ويصل البعض إلى درجة الإحباط بسبب تلقي عبارة «ماعندكش الزهر» من طرف ثان.

هل صحيح أن ما يحكم حياتنا اليومية يحمل قدرا من الحظ أم أنه مجرد قدر الله تعالى في خلقه، وربما سوء حظ البعض هو ما يخلق حسن الحظ للبعض الآخر لتكون بذلك صورة عادلة عند الله، فتبقى بذلك تابعة إلى قضاء الله وقدره.

شباب يولون تركيزهم حول هذه الخرافات ويدققون النظر في كل صغيرة وكبيرة، كما يقومون بالبحث عن التأويلات المناسبة التي تتطابق معها ويحاولون استنتاج ما سيحدث لهم جراء تلك المواقف مستقبلا، وهو الواقع المعيش إلى يومنا هذا وسط المجتمع الجزائري، فلا تسيطر على كافة أفراده ولا تعتبر حكرا على طبقة معينة.