رمضان في الولايات

«دشيشة الحرور» و«المطلوع» أساسيان بتڤرت طيلة الشهر

«دشيشة الحرور» و«المطلوع» أساسيان بتڤرت طيلة الشهر
  • القراءات: 1947
حنان. س حنان. س
لا تختلف كثيرا مظاهر التحضير لاستقبال رمضان في مجتمعنا بين منطقة وأخرى، فكل الأسر تتفق على تبييض المنازل بالطلاء وتحضير التوابل وشراء الجديد من الأواني وغيرها من الاستعدادات، وهو الحال بمنطقة تقرت بولاية ورقلة، حيث تتحضر النسوة لرمضان طيلة شهر شعبان، باقتناء «لوفاح» أو «راس الحانوت» أي خليط من كل التوابل لاستعماله في تحضير أنواع من الأطباق خلال الشهر الفضيل.
وتشير السيدة مسعودة فرطاس، المشاركة مؤخرا في مهرجان إبداعات المرأة بالعاصمة إلى أن ربات البيوت يشترين التوابل بشكلها الطبيعي، ثم يعملن على تنقيتها وتجفيفها، بعدها طحنها وخلطها بمقادير معينة للحصول أخيرا على ‘لوفاح’، وهي كلمة مشتقة من كلمة الفواح، وهي كناية عن امتزاج روائح ونكهات التوابل ببعضها، مما يضفي مزيدا من المذاق على الطبخات.
وتحرص الأسر «التقرتية» على اقتناء «الدشيشة» كذلك، وتسمى في مناطق أخرى بـ«الفريك» وهو أساسي لتحضير طبق الشوربة، وتظهر الدقلة أساسية هي الأخرى كون الإفطار يكون عليها، مرفقة بكوب حليب اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام، وبعد صلاة المغرب يلتف أفراد الأسرة الواحدة حول مائدة الإفطار، وهي تتنوع بأطباقها التقليدية التي يرافقها «خبز الدار» أو «المطلوع».
ومرق «الدشيشة» (أو الشوربة) يحضر في «برمة» الفخار (أي في قدر فخار) بلحم الغنم، الثوم، «الحرور» راس الحانوت، وما يسمى محليا ‘الصفرا’، وهي عبارة عن تابل يحضر خصيصا من ‘البطمة’، شجرة تنمو في براري الجلفة، وبطحن غصن من «البطمة» نحصل على بهار أصفر يخلط مع ‘لوفاح’ «الدشيشة»، فيكون لون الشوربة مائلا إلى الاصفرار. ولأن مرق «الدشيشة» بخبز الدار أساسي فإن الأطباق الجانبية أمامه لا تعرف تنوعا كبيرا، حسبما تشير إليه نفس المتحدثة. وتضيف أنه يتم تحضير طبق يسمى «المقلي»، وهو عبارة عن طماطم وفلفل حلو والكثير من الفلفل الحار، يتم شيها، ثم تقليتها في كمية من الزيت والحرور و’لوفاح’، «هذه هي مائدتنا في رمضان تعتمد على «الدشيشة» و«المطلوع»، أما الأطباق الأخرى فلا تعتبر رئيسية فقط، نحب الحرور لأن من خاصية الطبخ في الجنوب استعمال الفلفل الحار، لأنه فاتح للشهية، فالحرارة المرتفعة تصيبنا بالخمول فلا نرغب في الأكل، أما الفلفل فيفتح شهيتنا على الأكل»، تقول المتحدثة مضيفة أن السهرات الرمضانية تعتمد وبشكل كلي على الشاي الذي يعد أكثر من أساسي، إذ لا تهم الحلويات والمكسرات بقدر ما يهم الشاي الذي يصاحبه «المقرود»، ويسمى أيضا «المقروط» أو «المقروض» حسب المناطق، وهي حلوى تحضر من السميد وتقلى في الزيت، ثم تغطس في العسل. أما السحور في تقرت فيعتمد على طبق ‘البندراق’ أو «المسفوف»، وهو كسكسي محضر بالخضار الموسمية ويتم أكله باردا.
أما الأطفال الصغار فيتم تصويمهم في نصفية رمضان وليلة القدر، ويحظى الطفل الصائم باهتمام كبير، ويتم إعلام الأهل والجيران بصومه ليكون محل اهتمام تشجيعا له على أداء هذه الشعيرة الدينية العظيمة. أما عيد الفطر، فيتم تحضير الكسكسي بمرق أحمر ليفطر كل ضيف جاء للتهنئة بالعيد حتى وإن كانت الساعة التاسعة صباحا، «هذه عوايدنا في عيد الفطر، نفطر كل من حلّ علينا ضيفا، أما حلوياتنا فتختصر في شكلين اثنين؛ «المقرود» و«الكروكي»، كذلك عندنا «الرفيس» الذي يحضر بالتمر و«الدشيشة» المخلوط بالدهان، إلا أننا نشير إلى أن العديد من الأطباق والحلويات العصرية دخلت على خط المنافسة مع ما ذكرناه من أطباق وحلويات تقليدية»، تختم مسعودة فرطاس حدثيها إلينا.