رفعت الغبن عن المرضى بالجهات الشرقية من الوطن

«دار الصبر» لخدمة مرضى السرطان ومرافقيهم بسطيف

«دار الصبر» لخدمة مرضى السرطان ومرافقيهم بسطيف
  • القراءات: 6812
❊ أحلام محي الدين ❊ أحلام محي الدين

تعمل جمعية «النور» لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان ومحاربة التدخين بسطيف، التي يترأسها البروفيسور الشريف حامدي المختص في الطب الوقائي، على تقديم يد المساعدة للمرضى وعائلاتهم، من خلال احتضانهم بـ»دار الصبر» التي يشرف على إدارتها أيضا، حيث يقصدها المرضى الذين باشروا العلاج الإشعاعي بمستشفى سطيف، إذ تكفل لهم الإقامة والإطعام وخدمات عديدة أخرى وترفع عنهم الغبن، وهو ما يساهم في الرفع من معنويات المريض ومرافقيه.

حدثتنا الدكتورة بزاطي، عضو في جمعية «النور»، عن نشاط الجمعية قائلة «جمعية النور خيرية تعتمد بالدرجة الأولى على المحسنين، يشرف عليها البروفيسور حامدي الشريف مختار  الذي سعى من خلالها إلى تقديم مختلف الخدمات للمرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي وعائلاتهم، خاصة القادمين من شرق البلاد، على غرار جيجل وبجاية، فخضوع  المريض للعلاج الإشعاعي يتطلب وجوده في المكان لمدة تتراوح بين الشهر ونصف الشهر إلى الشهرين، وهذه المدة طويلة جدا وتكاليفها باهظة، لهذا فكّر البروفيسور في تقريب المسافة وضمان الراحة للمريض ومرافقيه، خاصة الوالدين،  بـ»دار الصبر» يوجد 23 سريرا، علما أن طاقة استيعابها تصل إلى 135 سريرا، ويوجد بها غرف، حمامات، مراحيض، إلى جانب قاعة للعلاج بها طبيب وممرضة طوال الوقت. كما تتوفر بها الأدوية الخاصة بالعلاج الكيمائي  وأغلبها هبة من الصيادلة».

وفيما يخص المرافق الأخرى الموجودة بالدار لضمان راحة المرضى وغذاء متوازن وصحي، أشارت الدكتورة بزاطي إلى وجود مطبخ يشرف عليه طباخون يقدمون الوجبات للمرضى والمقيمين بالدار، ليلا ونهارا، إلى جانب قاعة طعام منعزلة وهي قريبة من قاعة العلاج الإشعاعي، حتى تكون قريبة من المريض الذي يخرج من المستشفى، إضافة إلى مكتبة، قاعة ألعاب للأطفال والمراهقين، ورشة عمل للحرف اليدوية، قاعة رياضة، مساحات خضراء وغرفة صلاة.

أوضحت الدكتورة أن المحسنين بسطيف، يتنافسون على خدمة زوار الدار من مرضى ومرافقين، فغالبا ما يأخذون على عاتقهم مسؤولية تحضير أشهى المأكولات، خاصة خلال المناسبات الدينية والشهر المبارك، مما يشعر المرضى بالراحة النفسية، في ظل الأجواء العائلية، خاصة أن في الدار صالة لاستقبال الزوار الذين يريدون الاطمئنان على صحة المريض من غير مرافقين.

خصص بـ»دار الصبر» جزء لتعليم المرأة الأشغال اليدوية خلال فترة الجلوس هناك، خاصة المريضة لتشغل نفسها بما ينفعها وينسيها مرضها. كما يمكن للمرضى ومرافقيهم الاستفادة من القاعة الرياضية لرفع الطاقة، مع الحرص على تلقين زوار الدار أسس التربية الصحية، كما يستفيد المرضى من الخدمات التي يقدّمها المختصون النفسانيون للدعم النفسي، خاصة بالنسبة للمرأة المصابة بالسرطان أو التي تمّ  استئصال ثديها

يسعى الأطباء العاملون بالدار من خلال الأيام التحسيسية التي تنظّم بقاعة المحاضرات في قلب الدار، إلى التعريف بالمرض والحث على الفحص والتشخيص المبكر بهدف حماية الأشخاص من هذا الداء، والوقوف إلى جانب المريض ومساعدته. وتقول محدثتنا «نصادف الكثير من حالات التخلي بـ»دار الصبر»، ونحن كمختصين نحاول إفهام الناس بأن الإصابة بالسرطان لا يعني نهاية العالم، إذ يمكننا مكافحته عند تشخيصه مبكرا، ولابد من توعية الناس سواء المرضى أو المحيط الخاص بهم، بأنه لا يجب أن نجعل السرطان من الطابوهات أو الاعتقاد بأنّه مرض قاتل، فقد أصبح بفعل العلم مرضا مزمنا يمكن الشفاء منه إذا تم تشخيصه مبكرا، وهذا ما نحرص عليه». 

وفيما يخص درجة الوعي بمجتمعنا، قالت الدكتورة بزاطي بأننا لم نصل بعد إلى الوعي المبكر، لهذا يستلزم بنا الأمر  أن نصل إلى الفحص المبكر الذي يحتاج إلى الكثير من الآلات والموارد البشرية والتكنولوجية، خاصة أن لدينا ما يقارب 4 ملايين امرأة في مرحلة الفحص المبكر من 40 إلى 75 سنة. ولتأمين هذا الفحص، يتوجب وجود 400 آلة. من جهة أخرى، لابد على المرأة أن تقوم بعملية الفحص الذاتي من خلال عملية تحسس الأثداء بعد العادة الشهرية، وتلاحظ بالمس، إذا كانت هناك أية تغيرات على مستواهما، فتتوجه مباشرة إلى الطبيب العام أو الطبيب المختص في الأورام السرطانية أو مختص في أمراض النساء، دون إغفال الفحص الطبي الذي لابد أن تقوم به كل سنة والماموغرافي كل سنتين، لاكتشاف المرض في بداياته، وهو ما يجعل نسبة نجاح العلاج كبيرة ومنه ارتفاع نسبة الحياة.