مزيان الشريف خباب المختص في تكنولوجيات التربية:

«الويكي سبايس» فضاء تربوي ضروري

«الويكي سبايس» فضاء تربوي ضروري
  • 2183
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

نشط الأستاذ خباب مزيان الشريف، طالب دكتوراه  بجامعة الجزائر «2»، محاضرة ناقش فيها «أهمية الأدوات التكنولوجية في العملية التربوية»، وعرف من خلالها، الحضور بالفضاء التربوي المسمى «الويكي سبايس» الذي يعتبر من أدوات العمل بـ»الواب ، الذي لا زال غير معروف في مجتمعنا، رغم أهميته في العملية التربوية مقارنة بفضاء «فايسبوك» الذي حاز على شهرة كبيرة، رغم أن استخدامه محصور في الدردشة فقط ولا يقدم أية قيمة تربوية.

أشار المحاضر والباحث في مجال التكنولوجيات الحديثة في بداية مداخلته، إلى أن من بين الأدوات التي تلعب دروا هاما في العملية التربوية، ممثلة في فضاء «الوكي سبايس» الذي اتجهت الدراسات الحديثة إلى التأكيد على أهمية إدراجه في المنظومة التربوية، خاصة فيما يتعلق بالتحكم في تعلم اللغات الأجنبية الذي تسجل فيه المدرسة الجزائرية ضعفا واضحا، حيث يشير متوسط المعدل في اللغات، حسب المحاضر، في شهادة البكالوريا لسنة 2014 /2015 إلى 9 بالمائة، وهو معدل ضعيف لاسيما بالنسبة للفئة المرشحة لمواصلة التعلم بالجامعات التي تعتمد على اللغات الأجنبية.

بالرجوع إلى أهمية فضاء «الويكي سبايس» في مجال تطوير اللغات -حسب المحاضر- أثبتت الدراسات «أنه لعب دورا كبيرا في تحسين اللغات لمرتاديه، لأنه فضاء تعلمي بالدرجة الأولى، يقصد به «الحجرة الدراسية»، وبالجزائر، يقول «تم البحث في مدى تطبيق هذا الفضاء بالنسبة للمتمدرسين، حيث تبين أن الأغلبية يعرفون «الفايسبوك»، غير أن هذا الفضاء غير معروف تماما، رغم أنه يتمتع بالعديد من الميزات التي تجعل العملية التربوية سهلة ويسيرة». موضحا أن هذا الموقع مجاني،  من السهل الوصول إليه، ويضيف «وهو ما دفعنا إلى تطبيق هذا الأمر على مستوى بعض المؤسسات التعليمية في ولاية سطيف، حيث تبين لنا أن الويكي سبايس» بعد أن تم تطويره في «الواب ، أصبح يعتبر من أهم  الفضاءات التعليمية، ومع هذا بقي غير معروف في المدرسة الجزائرية. في حين تبين، حسب الدراسة الميدانية التي تم إجراؤها، أن لأغلبية المتمدرسين حسابات على «فايسبوك»، فالعينة التي طبقت عليها أثبت أن الذكور يمثلون 40 بالمائة منها، ويستخدمون «الفايسبوك» بنسبة خمس ساعات، بينما تمثل فئة الإناث 60 بالمائة من العينات ويستخدمن الفايسبوك بمعدل أربع ساعات».

يشرح المختص بالتفصيل «عند الاستفسار لدى خبراء علم النفس، اتضح لنا أن الإقبال على «فايسبوك» بناء على الأرقام المسجلة يعتبر إدمانا، وهناك جهد كبير موجه نحو فضاء تواصلي غير تربوي لا يحصل من ورائه الطلبة على أية قيمة معرفية، وانطلاقا من هذا، فكرنا في توجيه هذا الجهد إلى فضاء «الويكي سبايس» الذي يعتبر فضاء تربويا تعليميا، بالتالي نؤمن بالفرضية التي تؤكد أن هذا الجيل قادر على استخدام هذه الأدوات، غير أنه يحتاج فقط إلى توجيه، وهو المطلوب اليوم من طرف المنظومة التربوية إن رغبت حقا في تحسين العملية التعليمية.»

حول إمكانية إدخال فضاء «الويكي سبايس» في العملية التعليمية، أوضح المحاضر أن استغلال هذا الفضاء ممكن، والتجربة الميدانية ببعض المدارس أثبتت أن التلاميذ تجاوبوا مع هذا الفضاء، وأنشأوا لأنفسهم حسابات خاصة، وأصبح هناك تفاعل كبير من الطلبة  الذين بلغوا درجة كبيرة من الوعي التعليمي، بعد أن اقتنعوا بأهميته في تسهيل العملية التعليمية والخروج من الطريقة التقليدية في التعلم. مؤكدا أنهلتعميم هذا الفضاء اليوم، المطلوب تكوين الأساتذة الذين يبدو أنهم متمسكون بالطريقة التقليدية في العملية التعليمية، ومن ثمة فالمطلوب من وزارة التربية الاعتماد على هذا الفضاء في التدريس، خاصة أن الاستجابة كبيرة للتلاميذ من أجل العمل بهذه الأدوات، التي تعكس عصرنة قطاع التربية من خلال استغلال التكنولوجيات المتاحة.

خلص المحاضر في الأخير، إلى أنه يجب استغلال ما أنتجته الثورة العلمية التكنولوجية من أدوات لتحسين جودة العمل التعليمي، ولا يجب النظر إلى الأدوات الرقمية على اعتبارها عصى سحرية تحل المشاكل التربوية لوحدها، لأنها تظل مجرد أداة.

يعتقد المحاضر أنه رغم أن المؤسسات التربوية اليوم غير مزودة بالأدوات التكنولوجية الحديثة، غير أن إعداد التلاميذ لاستخدام هذه الأدوات في المجال التربوي، تحول إلى ضرورة، يكفي فقط توفر الهواتف الذكية وتبقى العملية التوجيهية من اختصاص الأساتذة الذين يفترض أنهم مكونون في المجال، ليحسنوا استخدام هذه الفضاءات. مؤكدا إنه لا يمكن الحديث عن سلبيات هذا الفضاء التعليمي، لأن مثل هذه الأدوات يفترض أنها لا تحمل جانبا سلبيا، وإنما السلبية تكمن في المستخدم الذي لا يحسن استخدام مثل هذه الفضاءات، ومن هنا تظهر أهمية التوجيه.

 

رشيدة بلال