رغم صعوبة زراعتها

«المقزمة» اليابانية تجد عشاقا بالجزائر

«المقزمة» اليابانية تجد عشاقا بالجزائر
  • القراءات: 1911
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ظهر في الآونة الأخيرة اهتمام الجزائريين بنوع جديد من النباتات ذات الأصل الياباني، وهي «تقزيم الأشجار» أو ما يُعرف عالميا بـ «البونزاي»، وهي أنواع محددة من النباتات التي يتعمد المهتم بها، تصغير حجمها بوضعها في إصيص صغير يدفعها إلى النمو بطريقة تبدو للناظر إليها أنها شجر بكامل تفاصيلها من عالم «الأقزام».

وتجلى هذا الاهتمام في صفحة على موقع الفايسبوك،  خصصها جزائريون لهذا الغرض، موقع كان الدافع من ورائه خلق فضاء ذي اهتمام واحد، أو ميول مشترك، فلعل غياب الخبرة لدى المختصين في النباتات حول تلك الأشجار نظرا لأنها نباتات مستوردة من دول آسياوية، دفع ببعض المهتمين إلى طرح مختلف انشغالاتهم حول كيفية الاهتمام بتلك الشجيرات على موقع التواصل الاجتماعي..

«أصدقاء البونزاي» هو الاسم الذي ارتأى صاحب الصفحة إطلاقه على صفحته الخاصة. فضاء «خاص» يسمح للمشترك فيه بالانضمام إلى عالم الاهتمام الوحيد فيه، هو الشجرة «المقزم». 

يبدو للغريب على هذه النبتة أن ذلك مبالغ فيه، وكيف ذلك الانضمام إلى صفحة مع مئات أو ملايين الأشخاص لهم اهتمام كبير بشجرة صغيرة، لكن ذلك يبدو أكثر منطقيا عند ولوجك ذلك العالم، حيث يبدو لك أكثر وضوحا أنه رغم صغر تلك الشجرة، إلا أنها تتطلب عناية خاصة.

عند اشتراكك بالصفحة تلاحظ مدى اهتمام المختصين بتك الشجيرات الرائعة، ملايين الأشخاص من جنسيات مختلفة التحقوا بتلك الصفحة التي تنشر فيها يوميا نصائح وطرقا فعالة للاهتمام بتلك الشجرة.

في حديثها مع «المساء» أوضحت إحدى المختصات بالنباتات من حديقة التجارب الحامة، وإحدى المشتركات بالصفحة، أن موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك أصبح اليوم يمنح «لذوي الميول الواحد» فضاء خاصا للقاء؛ حيث يسمح لهؤلاء بطرح انشغالات ذوي الاختصاص.

وأوضحت المتحدثة أن زراعة شجرة البونزاي حساسة جدا؛ فهي شجيرات تنمو في المناطق الاستوائية، إذ يتميز مناخ تلك المناطق بالجو الرطب والحرارة المعتدلة، فضلا على تربتها التي تشتهر بغناها بالمواد المعدنية والأملاح الضرورية لنمو واخضرار، بشكل جيد، تلك النباتات، لذا يصعب نقل تلك «الأشجار المقزمة» ومحاولة تكييفها مع مناخنا الذي رغم اعتداله إلا أنه يتميز بحرارة أعلى مقارنة بالمناطق «الأم».

وأشارت المتحدثة إلى أن العديد من الجزائريين في الآونة الأخيرة، ظهر لهم ذلك الميول إلى تلك الشجيرات التي لها أشكال جميلة جدا وظريفة، تبدو أنها شجيرات من عالم الأقزام من أحد أفلام الخيال كاملة التفاصيل، لها نفس أغصان وأوراق وجذوع وجذور الشجر الكبيرة، وأحيانا تكون أشجارا ذات زهور، وأخرى بثمار هي الأخرى صغيرة الحجم.

وعن طريقة زراعتها حدثتنا المختصة قائلة: «يمكن زراعة البونزاي من البذور أو الأجزاء التي يتم الحصول عليها من الشجرة الأم، وكذلك من الشتلات الصغيرة أو حديثة النمو، بنقلها إلى أحواض صغيرة؛ إذ يكون الإصيص ضيقا لا يسمح للنبتة بتجاوز حجم معيّن؛ فذلك يجعل شجرة «البونزاي» تبدو صغيرة وتتخذ شكلا معيّنا، فالسر في ذلك يكمن في النظام الصارم الذي تعامَل به تلك الأشجار، وهذا النظام يتم بتقليم الفروع غير اللازمة؛ في محاولة لتحقيق توازن معيّن، ثم تُلف بسلك حول الجزع والفروع لتغيير اتجاهها أو إزالة بعض الانحناءات غير الطبيعية، مع التغيير الدوري للحوض بين فترة وأخرى لتنشيط الشجرة، مع مراعاة قدرة الشجرة الطبيعية على النمو واستغلال ذلك؛ في محاولة لتشكيلها، وأخيرا تغيير التربة بشكل دوري، وإزالة البراعم والجذور القديمة  والعناية بالجذور الرفيعة لمساعدتها على النمو وامتصاص المياه. وتضيف المتحدثة أن الاشتراك في تلك الصحة هو إيجاد مختصين من ربوع العالم لهم خبرة أوسع في ذلك المجال، لمساعدة بعضهم البعض في الوصول إلى حلول للمشاكل المتعلقة بتلك الشجيرات.