فرضت قوتها على «الفرقاني» و»القفطان» المغربي

«القندورة» العنابية تلقى الرواج

«القندورة» العنابية تلقى الرواج
  • 4795
سميرة عوام سميرة عوام

تلقى الجبة العنابية رواجا كبيرا وإقبالا من طرف النساء والباحثات عن كل ما هو تقليدي ممزوج بالعصري. ورغم منافسة «القفطان» المغربي لمثل هذه الأكسسوارات، إلا أن ذلك لم يزح «القندورة» العنابية التي باتت مطلب كل النساء خاصة ساكنات بونة الأصليات، حيث يتم الاهتمام بالجبة المعروفة بـ»بالقندورة» ذات التعديلات البسيطة، فهي لا تحتاج إلى ألوان وتشكيلات كثيرة، حسب ذوق كل زبونة.

هذا اللباس التقليدي الذي أصبح يساير «الموضة»، زاد عدد المهتمين بخياطته وتفصيله، بعد أن فتحت المعارض لجلب العائلات والحفاظ عليه، باعتباره إرثا تركته الجدات. وحسب غرفة الصناعات التقليدية، فإن عدد المسجلات في هذا النوع من الخياطة، بلغ 800 حرفية لها موهبة في تطوير «القندورة»، وعرضها حتى في الصالونات الدولية، خاصة أن هذه الجبة تتميز بلمسة سحرية تربط الزائر بماضي بونة عاصمة أبو مروان الشريف وزخرفة جدرانها وعبق أزقتها، لأنّ المرأة في وقت مضى كانت ترتدي «القندورة» في الأعراس مصحوبة بالأكسسوارات، على غرار المقياس والسخاب وغيره من اللواحق الأخرى.

في سياق متّصل، بقيت نساء بونة متشبثات بـ»القندورة» العنابية التي توضع عليها بعض الأحجار الملونة وحبيبات السمسم، لتعطيها أناقة خاصة، وترتديها المرأة في الأعراس والمناسبات الدينية، أو حتى الأفراح الأخرى، حيث تضفي عليها نوعا من الجمال والخفة، وتبقى بها طول السهرة، دون ملل مقارنة بـ»القندورة» الثقيلة المرصّعة بالأحجار، التي تنافس «قندورة الفرقاني» التي تبقى هي الأخرى المفضلة.

ولا يتم الاستغناء عن الجبة العادية، بعد تطويرها وإدخال عليها بعض التعديلات بما يليق بمختلف المناسبات، وبرز اهتمام كبير بهذه «القندورة»، لأنّ العروس العنابية تأخذ منها الكثير، خاصة أنّها تبرز جمالها بفضل ألوانها وأشكالها، كما أنها تفصل حسب المقاس، وترفق بـ»المحزمة» المصنوعة من الذهب الخالص، حيث تتباهى بها المرأة أمام الأخريات. والجميل في الجبة العنابية، أنه ذاع صيتها، فأصبحت ولايات الغرب والوسط تطلب هذا النوع من «القندورة» لترتديها في أعراسها، وهذه إضافة أخرى للتعريف بموروث عنابة الغني، خاصة إذا تعلّق الأمر باللباس الذي يعتبر أكثر طلبا في المنطقة، لأن الأعراس تقام في القاعات المعروفة، خاصة تلك المطلة على البحر، حيث يتزاوج المالوف مع السياحة والجبة، ليتشكل ثالوث الإبداع الداخلي للمدينة، ويصل سعر الجبة إلى أكثر من مليون سنتيم حسب التصميم ونوعية القماش، وهي أقل سعرا من «القندورة» العنابية التي يفوق ثمنها 5 ملايين سنتيم.