تعد مناسبتا رمضان الكريم وعيد الفطر فرصة للكثير من النساء لإظهار مواهبهن في الطبخ، سواء في الأطباق أو الحلويات. وأصبحت الكثيرات في السنوات الأخيرة لا يكتفين بما تعلمنه من أمهاتهن أو جداتهن، لمحاولة الإبداع في ما يقدمنه لأسرهن، من خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت للبحث عن وصفات جديدة وتقديمها «لمفاجأة» أفراد العائلة.

اكتنزت مواقع التواصل الاجتماعي تطبيقات مفيدة، حوّلت الكثير من النساء من مبتدئات إلى خبيرات في الطبخ، وهو واقع غيّر الكثير من المفاهيم، فبعدما كان على البنت تعلّم الطبخ وتحضير الحلويات في بيت أهلها قبل الانتقال إلى بيت الزوجية وأهل الزوج في وقت مضى، كونها الطريقة الوحيدة الموجودة وهي «التربص» عند الأم، أصبحت اليوم تستفيد من مزايا توفر التكنولوجيا في البيت، باعتبارها وسيلة للتواصل مع الخبراء في الطبخ، إذ استطاعت بفعله الكثيرات تعلم أسس الطبخ العالمي.

ويعتبر عيد الفطر من المناسبات التي تستغلها الأسر لتزيين موائدها بمختلف الحلويات، ولم تعد المرأة اليوم تكتفي بالحلويات التي تعرفها، حيث أصبحت تفضّل الإبداع والتنويع، لتتصفح بذلك مواقع التواصل ومختلف التطبيقات بحثا عن وصفات جديدة، وبكبسة زر واحدة يمكن لها تحميل وصفة حسب رغبتها، فما عليها سوى إدراج كلمات «المفتاح» في بحثها سواء حسب المكونات التي تتوفر لديها في البيت أو وصفات سهلة أخرى سريعة مثل «حلوى دون طهي، حلويات اقتصادية، حلوى الجوز، حلوى الشوكولاطة» وغيرها من الوصفات من مختلف بقاع العالم التي لا تعد ولا تحصى.

وجسدت بعض النساء رؤيتهن لبرامج التواصل الاجتماعي والمراسلة الفورية، فبعد أن كانت برامج التواصل الاجتماعي مقتصرة على تبادل التعليقات أو المحادثة، ارتأت بعض النساء تطويع هذه التقنيات لتطوير مهاراتهن المعيشية من خلال تبادل الوصفات بالصوت والصورة والفيديو، لتعرف اليوم تلك المواقع بروز صفحات جديدة خاصة بالطبخ، أسماؤها لا تحصى لكثرتها منها الجزائرية، المغربية، اللبنانية، الفلسطينية، الخليجية، وأخرى من مختلف دول العالم، حتى تلك التي يصعب تذوق وصفاتها الأصلية لبعد مسافتها كالدول الآسيوية أو الأمريكية وغيرها، فهي أفكار أتاحت استخداما مبدعا لتلك البرامج والشبكات لصالح الأسرة، خصوصا المرأة التي تبحث عن التجديد في وصفاتها، ولما لا تجربة وصفة لم يسبق لأي فرد من أسرتها تذوقها، وقد تتهاتف عليها الفتيات صبيحة العيد للسؤال عن سر نجاح الوصفة وطريقة تحضيرها بعدما أبدعت في موائد الإفطار الرمضانية، حيث تحولت الهواتف الذكية إلى نوافذ مطبخية تطل على أشهى المأكولات والوصفات التي جعلت موائد الشهر عامرة بالمفاجآت.

ولاقت تلك الصفحات استحسان الكثيرات، كونها سبلا سهلة وسريعة لتعلم وصفات جديدة، أسهل بكثير من شراء كتب الطبخ، وقد بلغ عدد بعض المنتسبات لتلك الحسابات أكثر من ألفي منخرطة، وهو رقم يعكس وعي النساء بهذه الوسيلة السريعة لإعداد أشهى المأكولات، وهو ما يساعد المبتدئات على وجه الخصوص في إعداد الحلويات على نحو احترافي، إذ يتم في تلك الصفحات تقديم مقادير الوصفة وفي كثير من الأحيان يتم أيضا الكشف عن أسرار نجاحها.

نور الهدى بوطيبة