بعد أن تزعزعت ثقة الكثيرين في كيفية تحضيرها

«الشوارما» تفقد شعبيّتها

«الشوارما» تفقد شعبيّتها
  • القراءات: 1076
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يبدو أنّ أكلة «الشوارما» ذات الشهرة العالمية بدأت تفقد شعبيتها لدى المستهلك، الذي تبنى هذا «السندويتش» منذ أن تمّ استيراد الوصفة من الأتراك والسوريين، حيث اشتدت المنافسة بين محلات بين الأكل السريع بعرض أكبر ملفوف «شوارما» وألذه؛ بعضها من اللحوم الحمراء وأخرى من الدجاج. ولمعرفة ما جعل الجزائري ينصرف عن استهلاك «الشوارما « بعد عشقه لها كان لـ «المساء» هذا الاستطلاع الذي أجرته في شوارع العاصمة.

كشف سبر للآراء أجريناه بين الشباب أنّ غياب الثقة فيما يستهلكون هو الدافع الذي جعلهم يفقدون شهيتهم من الشوارما، في حين كشف البعض الآخر أنّ كثرة استهلاكهم لها هو ما جعلهم يرفضون حتى فكرة تناولها مجددا. وأكّد الكثيرون غياب ثقتهم في تلك الأكلة خاصة بعد الشعور الغريب الذي ينتابهم مباشرة بعد استهلاكهم لها، وهو الشعور بالنفخ والتخمة إلى درجة الإحساس بالرغبة في التقيؤ، وهذا لتشبع «الشوارما» بالمواد الدسمة وكثرة التوابل بها ومحسنات الذوق؛ كالخردل والمعدنوس أو الليمون وغيرها من المواد التي توضع على اللحم ليعطي مزيجها أكلة مشبعة.

وأوضح فريق ممن حدثونا أنهم باتوا يفقدون الثقة في بعض المحلات، والتي بسبب المنافسة ـ ليس في تحضير أحسن نوع وإنما في جذب أكبر عدد من الزبائن ـ باتت تمارَس بعض السلوكات الخاطئة التي تجعل تلك الأكلة خطيرة على الصحة، منها ما هو مناف تماما لشروط السلامة الصحية. وفي هذا الخصوص أوضحت مواطنة أنّ ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات وصور لملفوف الشوارما، أثار دهشة واشمئزاز الكثيرين، بعضها عن كيفية تقطيع الدجاج، وأخرى كانت عن طريقة إدخال شرائح اللحم أو الدجاج في عمود ماكينة تحمير الشوارما، حيث كانت إحدى الصور التي تداولتها المواقع لشخص حافي القدمين يدوس على اللحم لتكديسه وتثبيته في المكينة. كما نُشرت صورة أخرى لفئران يدورون بالمحل أمام الشوارما، وكثيرة هي الصور المنشورة، وحقائق أخرى لا يعلمها إلا الله وراء بعض الكواليس..

وأبدى كثيرون ممن مسّهم الاستطلاع أنّ المواطن أصبح اليوم أكثر وعيا فيما يخصّ ما يستهلكه، والدليل على ذلك امتناعهم عن أكلها واستبدالها بأطعمة أخرى، هذا ما انعكس على العديد من المحلات التي عزفت هي الأخرى عن تحضيرها لقلة الطلب عليها، حيث تم إلغاؤها كلية من لائحة طعامها، كحال أحد محلات بيع الأكل السريع بالعاصمة، الذي أكّد أن بعد مضيّ خمس سنوات كاملة في تحضير الشوارما التي كانت تدرّ عليه أموالا كثيرة، ها هو اليوم يلغيها كليا من لائحة أطعمته، واستبدلها بالدجاج المشرمل، قائلا: «لقد تراجع كثيرا الإقبال على الشوارما لأسباب عديدة، منها كثرة استهلاكها خصوصا في السنوات الأولى من دخولها الجزائر، فمذاقها الجديد جعل الكثيرين يستهلكونها بشكل شبه يومي، ما أدى بعد سنوات إلى الاكتفاء منها، إلى جانب عدم مراعاة بعض شروط السلامة في تحضيرها؛ ما أثار اشمئزاز الكثيرين»، حيث أكد بعض مستهلكيها وجود ريش الدجاج بها، وأخرى فيها عظام، ما جعل المواطن يشكّ في محتواها ومما تحضّر حقيقة؛ هل هي من لحم أو من أحشاء وعظام وقطع غير صالحة للاستهلاك؟! ما يُنقص من استهلاكها خلال فصل الصيف لحساسيتها، لاسيما أنها أكلة تحضَّر في ماكينة معروضة في الهواء الطلق، ومعرَّضة لحرارة الجو؛ ما يهدد بإتلافها، لتكون بذلك غير صالحة للاستهلاك!