الحرفية لالة بوحفص:

«الحساء» أهم طبق يزين المائدة الرمضانية بإيليزي

«الحساء» أهم طبق يزين المائدة الرمضانية بإيليزي
  • القراءات: 1764
رشيدة بلال رشيدة بلال
يكتسي شهر رمضان بولاية إيليزي، خصوصية تجعله ينفرد من حيث التقاليد المعتمدة في استقبال هذا الشهر الفضيل وتحديدا فيما يتعلق بالأطباق، وإذا كانت الشوربة والحريرة الطبقين المفضلين بولايات الشمال والغرب، فإن سكان ولاية الجنوب لا يستغنون عن «الحساء» الذي يعتبر الطبق المفضل لهم ولا يحلو رمضان إلا بوجوده.
 الكليلية والتمر أو ما تهتم به المرأة في ايليزي، يتم إعداده أياما قبل حلول الشهر الفضيل ليكون جاهزا للاستعمال خلال رمضان حسب الحرفية «لالة بوحفص»، إذ تعتبر هذه الأكلة ضرورية لإعداد وجبة السحور، والحكمة في ذلك أن من يتناول هذه الأكلة لا يشعر بالعطش طيلة يوم الصوم، وتقدم مع الحليب وعادة تميل الأسر بالولاية إلى تناول هذه الأكلة الحلوة ليكون دخول شهر الصيام حلوا علينا ونعتبره فال خير، ودأبت أيضا العائلات، تقول محدثتنا، على إقامة الذبائح كل حسب مقدوره، إذ يتم تعيين الماشية أو الإبل التي يتم ذبحها عشية رمضان لاستخدام لحومها خلال النصف الأول من الشهر الكريم، وإلى جانب الكليلية يتم أيضا التسحر على الكسكسي مع الزبيب الذي يعتبر هو الآخر من الأطباق المفضلة في السحور.
يعتبر الحساء الأكلة الرئيسة التي تتزين بها المائدة الإيليزية طيلة شهر، تشير محدثتنا وتشرح، والحساء هو عبارة عن فريك يتم طحنه على شكل مسحوق، ويطبخ مع لحم القديد حيث يوضع اللحم المقدد مع التوابل ليطبخ على جنب، علما أنه لا يتم استخدام الخضار في طبق الحساء، بعدها يغمس الفريك المطحون في الماء حتى يصبح طريا ومن ثمة يضاف إلى اللحم المطهي ويطبخ على نار هادئة ليكون جاهزا قبل موعد الإفطار ليقدم ساخنا، ويعتبر هذا من أهم الأطباق التي لا يستغني عنها الصائم بالولاية.
يعتمد سكان ولاية اليزي على نظام معين عند الإفطار حسب الحرفية «لالة»، فبعد أن يعلن المؤذن عن موعد الإفطار يشرب الصائمون القليل من الحليب مرفقا بحبات من التمر وبعدها يلتحقون بالمسجد لأداء صلاة المغرب، وبعد الانتهاء من الصلاة يجتمع أفراد العائلة حول المائدة لتناول طبق الحساء مرفقا باللحم المشوي على الجمر.
لا تزال العائلات بإيليزي تحافظ على عادة الالتقاء بعد أداء صلاة التراويح، حيث يجتمع أفراد العائلة كل يوم في بيت من بيوت الجيران، أو الأقارب حول مائدة الشاي المرفق بالمكسرات وتحديدا «الكاوكاو» لتبادل أطراف الحديث حول مشاق الصوم، وفي كثير من الأحيان يطول الحديث إلى موعد السحور ومن ثمة يعودون إلى المنازل لتحضير وجبة السحور والنوم استعدادا ليوم جديد.