تنظمه جمعية «الروافد» الثقافية ببسكرة

«الثقافة الإلكترونية والمجتمع الجزائري بين الواقع وآفاق» في ملتقى

«الثقافة الإلكترونية والمجتمع الجزائري بين الواقع وآفاق» في ملتقى
  • القراءات: 3690
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تنظم جمعية «الروافد الثقافية» لولاية بسكرة، تحت إشراف مديرية الثقافة يومي 3 و4 نوفمبر، ملتقى وطنيا حول «الثقافة الإلكترونية والمجتمع الجزائري بين الواقع وآفاق المستقبل»، الذي يأتي بعدما أصبح يعتبر امتلاك وتصنيع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، من علامات التقدّم والرقي لأي مجتمع، حيث بات مألوفا القول بأن الإنسانية دخلت عصر الثورة المعرفية باستخدام الحاسب الآلي والأنترنت وظهور ما يسمى بـ»الثقافة الإلكترونية».

إذا كانت الثقافة تمثل الموروث المكتسب لأي مجتمع من المجتمعات، ومن الصعب تحديد معنى واضح وشامل ومحدد لمفهوم الثقافة ودلالتها، لأنها نفس المفاهيم العديدة والمتشعبة، فهي العادات والتقاليد، وهي المعرفة المكتسبة وغير المكتسبة، فإن الثقافة في مجال الإلكترونيات، هي تلك الممارسة التكنولوجية والتقنيات الإلكترونية بما يكفل تلقي الخدمات الإلكترونية بنجاح والاستفادة منها، حيث جاءت المعلوماتية بتقنياتها لتعالج المعلومات، التي هي ذلك الكم الهائل من المعرفة والبيانات والحقائق والوقائع بمختلف أشكالها، والتي تمثل أسسا وقواعد تخضع الأشياء إليها، بالتالي فهي تعد اليوم أهم وسيلة لتنامي ثقافة المجتمعات. مع كل هذا وذاك، ينبغي علينا في الجزائر التعرف على ما نملكه من معرفة وثقافة إلكترونية تمكننا من ممارسة التقنيات التكنولوجية والإلكترونية في حياتنا اليومية، فالثقافة الإلكترونية تعتبر جزءا لا يتجزأ من الثقافة العامة للفرد، ولابد أن يكون على دراية بها وإلا اعتبر الفرد أميا في المجتمع الذي يعيش فيه، خاصة بعد اقتحام التقنيات والإلكترونيات وتواجدها في كل مكان من حياتنا، في منازلنا ومكاتبنا وسيارتنا، فالثقافة الإلكترونية هي تلك العائد إلينا من تقدم المجتمع واستيعابه واستخدامه لتقنية المعلومات، سواء كان هذا الاستخدام في المنزل أو العمل أو غيرها، يمكن تعريف الثقافة الإلكترونية بأنها قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة، والدخول بسهولة إلى عالم التقنية وتكنولوجيا المعلومات، كما أنه يمكن تعريف الثقافة الإلكترونية في نقطتين هما؛ التعامل والأخلاقيات، حيث لم يقتصر مفهوم الثقافة الإلكترونية على امتلاك التقنية، بل يتعدى إلى مفهوم التعامل الفردي مع هذه التقنية والالتزام بالأخلاقيات عندما نتعامل مع التقنية، فقد تكون للفرد دراية في كيفية استخدام أجهزة الحاسب الآلي ـ مثلا ـ لكنه يفتقر للأخلاقيات تجاه الحاسوب في المحافظة على سرية المعلومات أو المحافظة على الملكية الفكرية وغيرها، فالثقافة تتعلق بالتعامل والأخلاقيات في نفس الوقت.

من جهة أخرى، نجد أن الجزائر ساهمت في هذه الثقافة بشكل كبير، في الهدف الذي اتخذته ورسمته لنفسها وتوجهها في هذه المرحلة ممثلة في الجهود والدعم الذي تقدمه الجهات ذات العلاقة بالتقنية والاتصالات، من خلال برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية، لتنمية الثقافة الإلكترونية للمجتمع وزيادة ثقافة الفرد عن طريق التعليم والتدريب، وعن طريق زيادة أعداد مستخدمي الأنترنت والتقنيات الحديثة والخدمات الإلكترونية ومحو الأمية الإلكترونية، ببناء المشاريع التقنية وتدريب الأفراد على استخدام الخدمات الإلكترونية ونشر أجهزة الحاسب الآلي في المنازل بالتقسيط المريح وتقوية البنية الأساسية، مما يؤدي إلى نشر الثقافة الإلكترونية والاستخدام المطرد للمعارف الإلكترونية ومحو الأمية الإلكترونية، ويصبح الفرد مثقفا إلكترونيا، بذلك تكون كافة شرائح المجتمع مستعدة وقادرة على التعامل مع تقنية المعلومات وقادرة على التفاعل مع الخدمات الإلكترونية والانتماء إلى المجتمع المعرفي.

يناقش المشاركون في فعالية المؤتمر إشكالية واقع الثقافة الإلكترونية في المجتمع الجزائري ومستقبلها، من خلال المحاور التالية؛ «مفاهيم عامة حول التثقيف الإلكتروني»، «صراع الثقافة الواقعية والإلكترونية في الجزائر» و»الاستخدام السلبي للثقافة الإلكترونية في الجزائر»، إلى جانب «الرقابة الأمنية والثقافة الإلكترونية».

رشيدة بلال