شواطئ وهران

«البينيي» مصدر دخل هام للشباب

«البينيي» مصدر دخل هام للشباب
  • القراءات: 1026
رضوان.ق رضوان.ق

تعرف شواطئ وهران منذ حلول فصل الصيف، انتشارا كبيرا لعدد من الشباب الذين يمتهنون بيع حلويات «البينيي» خاصة بالنسبة للباحثين عن دخل مادي خلال موسم الصيف. وينتشر بشاطئ الأندلسيات الذي يعدّ أهم شاطئ بمنطقة الكورنيش، عشرات الشباب من ممتهني بيع «البينيي»، يطوفون ذهابا وإيابا تحت أشعة الشمس الحارقة طيلة اليوم بدون كلل أو ملل لبيعها بمبلغ 40 دج للحبة الواحدة، في وقت تلقى هذه الحلويات إقبالا من طرف المصطافين خاصة خلال فترة ما بعد الظهيرة، لتؤكل مع الشاي.

خلال تواجدنا بالشاطئ تقربنا من أحد الباعة، وهو شاب يبلغ 17 سنة، كشف خلال الحديث معه أنه من سكان منطقة بوسفر، ويقوم سنويا ببيع حلويات «البينيي» التي يقوم بشرائها بمبلغ 15 دج، ليقوم ببيعها بمبلغ 40 دج للحبة الواحدة، ما يسمح له بتحقيق ربح مالي بـ 25 دج، حيث يقوم يوميا ببيع ما بين 40 و60 حبة منها، مما يسمح له بجمع مبلغ مالي وصفه بـ «المعتبر» يساعد به عائلته المحتاجة، فيما يدّخر جزءا من المبلغ لشراء كتب الدراسة واللوازم المدرسية؛ استعداد للدخول المدرسي المقبل. وذكر الشاب أن شقيقه الأصغر يمارس نفس المهنة. وأكّد المتحدث أنّ بيع «البينيي» مهنة  شاقة رغم الربح المالي الذي يكسبه يوميا، حيث يقوم بالتنقل إلى غاية منطقة مرسى الكبير لشرائها عبر الحافلة، ومنه يعود إلى شاطئ الأندلسيات، في رحلة طويلة لبيع «البينيي» في وقت تبقى هذه السلعة عرضة للعوامل الطبيعية؛ حيث تتأثر الحلويات بالدرجة المرتفعة للحرارة، وقد تؤدي إلى تلفها بسبب الكميات الكبيرة للسكّر الموجودة فيها، والذي يتحول بفعل أشعة الشمس إلى شبه سائل، ما يدفع إلى الإسراع إلى عملية بيعها لتجنب الخسائر؛ بالتنقل بسرعة عبر الشاطئ ذهابا وإيابا تحت أشعة الشمس الحارقة وسخونة الرمال.

كما صادفنا بالشاطئ بائعا آخر لحلويات «البينيي»، كشف أنه يقطن بمنطقة قديّل التي تبعد بحوالي 45 كلم عن الأندلسيات، ويقوم يوميا بالتنقل إلى غاية الشاطئ لبيع حلويات البينيي، في مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة أنّ عملية البيع صعبة جدّا عليه، لأنه يقيم خارج المنطقة، فيما يلقى صعوبات في العودة إلى مقر سكناه بسبب قلة النقل واستعمال 3 حافلات للنقل للوصول إلى مقر سكناه يوميا.

تركنا الباعة في عملهم الدؤوب بحثا عمن يشتريها منهم للعودة إلى منازلهم في ساعة مبكرة قبل حلول الظلام.