في تقرير لمصالح الصحة المدرسية بوهران

9 آلاف تلميذ متسرب كلّ عام

9 آلاف تلميذ متسرب كلّ عام
  • القراءات: 493
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

أقدمت مصالح الصحة المدرسية على تقديم تقرير مثير للنقاش ومخيف جدا يتعلق بالتسرب المدرسي لما يعادل 7 آلاف إلى 9 آلاف تلميذ كلّ سنة في مختلف الأطوار التعليمية، انطلاقا من الصف الابتدائي إلى الثانوي، مرورا بالطور المتوسط.

حسب الإحصائيات المقدمة لمصالح مديرية التربية لوهران، فإنّ التسرب المدرسي الذي كان متفشيا في أوساط الطور الثانوي انتشر بشكل مريب إلى المستوى المتوسط، وهو ما جعل المعنيين بالأمر يدقون ناقوس الخطر لمعرفة الأسباب الفعلية والحقيقية وراء هذه الظاهرة السلبية، التي تؤثر كثيرا على المستوى الاجتماعي لمختلف الأسر المعنية بهذه الظاهرة المشينة.

ووفق إحصائيات مديرية النشاط الاجتماعي التي تعمل بالتنسيق مع مصالح مفتشية العمل بولاية وهران، فإنّ ما لا يقل عن 5 بالمائة من التلاميذ المتسربين، يتوجّهون إلى سوق العمل رغم صغر سنهم، للمساهمة في إعالة أسرهم ومساعدتهم في رفع مستواهم المعيشي لكن في ظروف مزرية للغاية، وهو الأمر الذي يعرّضهم للكثير من المضايقات التي تؤثر سلبا على صحتهم ونموهم الذي لا يكتمل وفق ما تنصّ عليه مختلف الاتفاقيات الصحية العالمية.

ومن أجل تحسيس المجتمع بخطورة هذه الظاهرة السلبية لم يجد الأستاذ بوزيد العيد رئيس مصلحة التكوين المتواصل على مستوى مديرية التكوين المهني والتمهين، سوى العمل الميداني التوعوي لفائدة الأولاد والتلاميذ من مختلف المستويات؛ من أجل الرفع من إمكانياتهم ومستواهم قصد التوجه إلى البحث عن تكوين ملائم لإمكانياتهم الفعلية، للالتحاق فيما بعد بعالم الشغل الذي يؤهلهم للعمل بكلّ أريحية وفق ميولاتهم العملية الفعلية.

وحسب الإحصائيات نفسها، فإن الفئة العمرية من 12 إلى 18 سنة هي الأكثر عرضة للتسرّب المدرسي في الوقت الراهن، كما أن الإحصائيات تؤكد أن العوامل البيداغوجية والاجتماعية وراء مختلف حالات التسرب المدرسي التي يتعرض لها التلاميذ، لا سيما عند الذكور الذين يعتبرون أن التمدرس واحد من وسائل الفشل، للأسف الشديد!

أما بالنسبة للكثير من العائلات التي تعاني من حالات التسرب المدرسي الخاص بأبنائها، فإنّها تعتبر أن حالات الفقر والفاقة والعوز هي أسباب التوجّه إلى عالم الشغل بدل الدراسة التي لا تؤتي ثمارها في الحين، وهو ما يجعل الكثير من أرباب العائلات يفضلون أن يتوجّه أبناؤهم إلى عالم الشغل مهما كان نوعه بدل الدراسة؛ لأنّ العمل يوفر في كل الحالات حالة من الاطمئنان المالي بدل الدراسة التي تزيد من الأعباء المالية التي لا يقدر عليها الأولياء المعنيون بهذه الحالة.

وأمام هذه الوضعيات السلبية لا سيما تلك الخاصة بالأطفال، فإنّ، على سبيل المثال لا الحصر، في ولاية وهران ولا سيما على مستوى الكثير من التجمعات الحضرية، الأطفال يمارسون العمل مثل عرض الكثير من الأمور للبيع حتى على مستوى مفترق الطرقات أو عند التقاء الطرق والإشارات الضوئية وغيرها من الأماكن التي يكثر فيها البيع من طرف الأطفال الذين من المفروض أن يكونوا بالمدارس؛ من أجل تلقّي العلم والمعرفة بدل التواجد في الطرقات أو على الأرصفة؛ "من أجل بيع أيّ شيء وكل شيء".