دراسة مخبرية كشفت أنها مضرة وتصيب بالعمى

80 بالمائة من مصابيح "الليد" المتداولة مغشوشة

80 بالمائة من مصابيح "الليد" المتداولة  مغشوشة
  • القراءات: 2242
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

كشف مصطف زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، أنّ 80 بالمائة من مصابيح "الليد" المعروضة في السوق غير مطابقة للمعايير الدولية، وتشكّل خطرا على صحة مستعمليها، موضحا خلال الندوة التي نظمها مؤخرا بفوروم "المجاهد" أنّ العديد من المستهلكين معرضون لخطورة تلك المصابيح، بعدما أصبح استعمالها شائعا لأنها مقتصدة للكهرباء مقارنة بالمصابيح الأخرى.

أكّد رئيس المنظمة أنّ تلك المصابيح المغشوشة والمنتشرة بشكل واسع في السوق الجزائرية، تشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية، داعيا المستهلكين إلى توخي الحذر والمزيد من الوقاية  لدى اقتنائهم المصابيح الكهربائية الحديثة "ليد" بالنظر إلى حجم التقليد والغش الذي طال هذا النوع من المصابيح المسوقة محليا، خصوصا المستوردة منها، مشيرا إلى أنها تشكل خطرا على صحة المواطن.

في هذا الصدد، قال زبدي أنّ الخطر الذي تشكّله على الصحة يتمثّل في أنّها تلحق أضرارا جسيمة بالبصر، من خلال الأشعة التي تصيب قرنية العين خصوصا عند الأطفالـ ما يضعف بصرهم وتسبب لهم أمراضا جلدية عديدة منها سرطان الجلد، مشيرا كذلك إلى تأثيرها على الساعة البيولوجية للإنسان من خلال اضطرابات النوم، الذي يسبّبه التعرّض لأشعتها وأعراض أخرى كالاكتئاب والقلق.

وقال المتحدث أن أغلب هذه المصابيح المسوقة محليا غير مطابقة للمعايير الدولية، ما يعرض صحة المواطن للخطر لدى استعمالها خصوصا في المنازل، حسب نتائج دراسة مخبرية وتجريبية قامت بها منظمته بالتعاون مع مخبر مراقبة النوعية والجودة.

وارتكزت الدراسة، حسب زبدي، على عينات مأخوذة من السوق الوطنية لهذا النوع من المصابيح، شملت ثماني علامات تجارية، ستة منها مستوردة واثنتان محلية، وأثبتت الدراسة  أنّ كلّ عيّنات العلامات الستة المستوردة غير مطابقة للمعايير الدولية، فيما تستجيب العلامتان المحليتان للمعايير الدولية ما يجعلها أكثر سلامة على صحة مستعمليها.

وأضاف زبدي أنّ الدراسة التجريبية التي اختبرت 25 مصباحا على مدى ستة أشهر، خلصت إلى أن الجهات التي تسوّق العلامات المغشوشة أو المقلدة أو غير المطابقة للمعايير فهي لا تكتفي فقط بتسويق منتجات غير مطابقة، بل تستعمل كذلك أسلوب التضليل، بما أن المعطيات المدونة على ظهر العلب المسوقة للمصابيح مغلوطة ولا تعكس المعايير الحقيقية للمنتج.

وقال زبدي أنّ الاستعمال الواسع لتلك المصابيح رغم ارتفاع سعرها مقارنة بالمصابيح العادية، راجع إلى اقتصاد تلك المصابيح للكهرباء، إلاّ أنّ عدم مطابقتها للمعايير الدولية التي تحفظ سلامة الفرد تجعل اقتصادها يكون على حساب صحة الفرد.

كما أوضح أنّ المستهلك يختار غالبا المصابيح المنيرة جدا والمشعة، لكن هناك نوع من هذه المصابيح، التي يميل لونها إلى الأزرق، عند بداية استعمالها أو مع مرور الوقت،  وهو ما يسمى بالضوء الأزرق، وهو خطير جدا على البصر، حيث يمكنه أن يسبّب أمراضا بصرية عديدة قد تصل إلى فقدان هذه الحاسة بالكامل، وعلى هذا لابد من اختيار مصابيح لا تتعدى قدرتها 6.500 كالفين وهي وحدة قياس ألوان الضوء التي يكون مشار إليها  على ظهر العلب، في حين المصابيح التي شملتها الدراسة بلغت قدرتها  16 ألف  كالفين وهو خطر جسيم يتهدّد  صحة المواطن. 

في هذا الصدد، قال زبدي أنّ منظمته أبلغت مصالح وزارة التجارة بهذه التجاوزات وكشفت لها نتائج هذه الدراسة، مؤكدا أن وزارة التجارة قد فتحت تحقيقا في القضية، وهي حاليا بصدد التحقق من المعطيات المتوفرة على مستواها خصوصا بالنسبة لمصابيح الليد المستوردة.

 

  نور الهدى بوطيبة