الاعتداء الجنسي على الأطفال

80 بالمائة من الحالات تقع في الوسط الأسري

80 بالمائة من الحالات تقع في الوسط الأسري
  • القراءات: 440
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تعمل شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الأطفال هذه الأيام، على إشكالية الاعتداءات الجنسية التي تعرف، حسب عبد الرحمان عرعار،  رئيس الشبكة، ارتفاعا محسوسا، وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة على مستوى الشبكة، والتي تشير إلى تسجيل أكثر من 50 حالة كل أسبوع، يجري استقبالها من مختلف الولايات عبر الرقم الأخضر،  وتكشف عن أن 80 بالمائة من هذه الاعتداءات تقع داخل العائلة.

كشف السيد عرعار، أنه تم توجيه اهتمام الشبكة للعمل على هذا الموضوع، من خلال تسليط الضوء على محورين هامين، هما منظومة الحماية الاجتماعية والقضائية للأطفال الموجودين في خطر، بالتركيز على الاعتداءات الجنسية التي تعرف ارتفاعا كبيرا، خاصة من المحيط الأسري، بالنظر إلى الحالات التي تصل إلى الشبكة في ظل ضعف التكفل النفسي والقانوني والاجتماعي، خاصة بالنسبة للفئات الأقل من خمس سنوات. مشيرا إلى أن الاعتداءات الجنسية لا يتوقف خطرها عند حدوث الفعل فقط، بل يستمر طيلة فترة المتابعة والمرافقة  القضائية التي تطول، الأمر الذي يجعل عملية التكفل النفسي صعبة وهو ما يولد لدى هذه الفئة، فكرة الانتقام التي ترسم بداخلها للمستقبل، وتظهر في تصرفاتها في سن المراهقة وفي سن الرشد.

أكد محدث "المساء" أن المحور الثاني يعد في غاية الأهمية، كونه يتطرق إلى موضوع الحماية الذاتية، حيث يجري إخضاع الأطفال في مرحلة المراهقة لتكوينات تعلمهم كيفية حماية أنفسهم من مخاطر الفضاء الافتراضي، إلى جانب التأكيد على آليات الحماية القانونية من خلال تمكين الأولياء من تكوينات، يقول "لأنه لا يمكن تأمين مرافق لكل طفل، من أجل هذا تم التفكير في آلية الحماية الذاتية التي تمكنه من حماية نفسه بنفسه".

ردا عن سؤال حول أسباب ارتفاع معدل الاعتداءات الجنسية في الوسط الأسري، أشار عرعار إلى تراجع المنظومة القيمية من جهة، إلى جانب تفشي العنف والنزاعات في الأوساط الأسرية، يشرح "عند البحث في أسباب الاعتداءات الجنسية للحالات التي تصل إلى الشبكة، نكتشف أنها كانت وليدة حالات طلاق وخلع ووجود النزاعات بين الزوجين، حيث يجري استغلال الطفل للانتقام من أحد الطرفين، فمثلا شهدنا حالات لأزواج يضغطون على زوجاتهم بالأبناء، فيأخذ ابنه في حق الزيارة ويعتدي عليه، لينتقم من أمه". أكد أن الواقع اليوم يقدم الكثير من الحالات عن مثل هذه الاعتداءات الجنسية التي تكشف حقيقية تراجع المنظومة القيمية.

 

رشيدة بلال