الملتقى العاشر لأمراض الربو والتهاب جيوب الأنف

80 بالمائة من أمراض الحساسية منتشرة بالجزائر

80 بالمائة من أمراض الحساسية منتشرة بالجزائر
  • القراءات: 1858

تمثل أمراض الربو والتهاب جيوب الأنف نسبة 80 بالمائة من أمراض الحساسية المنتشرة بالجزائر، حسبما كشف عنه رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية "حساني أسعد" لبني مسوس الأستاذ حبيب دواغي.

أوضح المتحدث على هامش الملتقى العاشر الأورو-إفريقي لأمراض الحساسية والمناعة العيادية، أن "مرض الربو والتهاب جيوب الأنف يأتي في مقدمة أمراض الحساسية المنتشرة  بالجزائر بنسبة 80 بالمائة". ويمثل مرض الربو عند الكهول نسبة 4 بالمائة، وربو القصبات الهوائية عند الأطفال نسبة 8 بالمائة. وقد دعا نفس الأخصائي بالمناسبة، إلى "وضع برنامج وطني للتكفل بهذه الأمراض على غرار الاختصاصات الأخرى". وشدد من جهة أخرى، على "ضرورة فتح وحدات مرجعية تتكفل بمختلف أمراض الحساسية، على غرار وحدة مستشفى بني مسوس بشرق وغرب وجنوب الوطن". ودعا الأستاذ دواغي، بالمناسبة، إلى "مكافحة التدخين الذي لا يتسبب في  تلوث البيئة الخارجية فحسب، بل حتى داخل المنازل؛ مما يؤدي إلى تعقيدات الأمراض التنفسية والحساسية بالنسبة للأفراد الذين يعانون منها".

ولتوسيع التكفل بهذه الأمراض المعقدة أكد نفس الأخصائي أن إلى جانب توزيع 300 أخصائي في أمراض الحساسية عبر الوطن، "الوزارة أدرجت شهادة الدراسات المتخصصة في هذه الأمراض لفائدة الأطباء العامين؛ حتى يتسنى لهم علاج جميع فئات المجتمع بالمناطق البعيدة عن المؤسسات الاستشفائية".

وأكد الأستاذ كواسي بوكو أخصائي في الأمراض الصدرية بمستشفى أبيجان بكوت ديفوار ورئيس الجمعية الإفريقية للأمراض الصدرية للبلدان الناطقة باللغة الفرنسية، أن رغم قلة الوسائل وغياب الضمان الاجتماعي للتكفل بهذه الأمراض لاسيما الربو الذي يمثل نسبة 10 بالمائة ببلده، إلا أن الدولة أدرجته ضمن قائمة أمراض السل وفقدان المناعة المكتسبة. وأشار كل من الأستاذ يكوبا طولوبا من المؤسسة الاستشفائية لبماكو بمالي ودان واطا مايزومباو  رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بنيامي بالنيجر، إلى انتشار أمراض الحساسية والربو ببلديهما،  وقلة الوسائل للتكفل بهما على غرار بقية الدول  الإفريقية الأخرى.

وأكد الدكتور تشركيان كوباس من مستشفى فوش بفرنسا، من جهته، أن الدراسات أثبتت أن الأمراض التنفسية بألمانيا على سبيل المثال، "تختلف من منطقة لأخرى، مرجعا ذلك إلى وجود الحشرات والصراصير بداخل المنازل، إلى جانب التلوث الصناعي؛ ما يدل على أن البيئة تلعب هي الأخرى، دورا هاما في ظهور هذه الأمراض، بالإضافة إلى العامل الجيني والنمط المعيشي للسكان".

وأوضح الأستاذ لويس جون كودارك من نفس المؤسسة، أن "الطفل الذي تضعه أمه عن طريق الولادة العادية، أقل عرضة لأمراض الربو والحساسية عند بلوغه سن المراهقة من الذي تضعه أمه عن طريق الولادة القيصرية وتتناول مضادات حيوية، وهذا ما أثبتته التجارب في فرنسا".

وأجمع الأخصائيون من القارتين الإفريقية والأوروبية على أن "فشل العلاج لدى العديد من المصابين بهذه الأمراض، يعود بالدرجة الأولى، إلى "عدم تقبّل هؤلاء المرض من جهة، وعدم اقتناعهم بالشفاء منه من جهة ثانية. كما يلجأ بعض المرضى بالقارة الإفريقية إلى العلاج التقليدي نظرا لتكلفة الأدوية من جهة، والذهنيات السائدة من جهة أخرى". ورغم وجود أدوية مبتكرة بالقارة الأوروبية، إلا أن عدة مصابين يتخلون عن العلاج، ولا يتناولونه إلا عند الضرورة القصوى، حسب الأخصائيين، مما يستدعي مرافقة هذا العلاج بتربية صحية لضمان نتائج جيدة".