أكد والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، مؤخرا، أن السلطات الأمنية لم تدخر أي جهد من أجل التصدي للانحرافات والظواهر السلبية، وعلى رأسها سوء استعمال الأنترنت وآفة المخدرات، حيث كشف عن حجز أكثر من 28 كلغ من القنب الهندي خلال السنة الجارية، وأكثر من 442 ألف قرص ملهوس، في 570 قضية، تورط فيها 780 متهما.

طالب والي قسنطينة، في كلمته التي ألقاها أثناء جلسة للمجلس الشعبي الولائي، خصصت لتسليط الضوء على الشباب بين أفة المخدرات ومخاطر الأنترنت، بضرورة إيجاد طرق وقائية أكثر فعالية، تنطلق من الأسرة كنواة أساسية، إلى المدرسة والمسجد والمجتمع، معتبرا أن دور المجتمع المدني وجمعيات الأحياء، كبير جدا في الاستماع للشباب والمراهقين وتأطيرهم، من خلال فتح باب الحوار معهم.

والي قسنطينة الذي زكى هذه المبادرة، دعا أئمة المساجد من خلال منبرهم، إلى توجيه الشباب إلى كل ما هو خير له ولمجتمعه، معتبرا أن استعمال الأنترنت سلاح ذو حدين، وقد يكون منفذا ومدخلا لعالم الفساد وجعل الشباب رهينة لظواهر شاذة وغريبة عن المجتمع، وقال إن ممارسة الرياضة سيكون بديلا صحيا للتصدي لمختلف ظواهر الانحراف، مضيفا أن السلطات لم تدخر جهدا في تدعيم الولاية بالعديد من الهياكل الرياضية، وأن الشباب أمانة في أعناق المسؤولين المحليين.

من جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي، عبد الرحمان بوصبع، أن اختيار هذا الموضوع ضمن جلسات المجلس، نابع من أهمية هذه القضية وخطورة ظاهرتي تفشي المخدرات والاستعمال السيئ للأنترنت، مضيفا أنه لا يجب الاكتفاء بالتحليل فقط، إنما يجب المرور إلى خطوة استباقية من خلال الورشات العلمية، لتدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقال إن الجهد الأمني وحده لا يكفي، ودعا إلى ضرورة تكاثف الجهود بين مختلف الفاعلين من أسرة، مدرسة، مسجد ومجتمع.

أما الدكتور عبد الحميد بوشوشة، نائب عميد كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة "صالح بوبنيدر" بقسنطينة، فقد عرج خلال مداخلته، على العديد من الدراسات العالمية التي تناولت هذه الظواهر السلبية، معتبرا أن العالم أضحى قرية صغيرة، مساحتها ضيقة، وقال إن نسبة 75 ٪ من الشباب المقبلين على الأنترنت، يبحرون في هذا العالم الافتراضي دون هدف محدد، غايتهم الوحيدة المتعة، وهذه الأخيرة ستورطهم لا محال.

حسب الدكتور عبد الحميد بوشوشة، ووفقا لدراسات حديثة، فإن منصات التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب للمراهقين، مشيرا إلى أنه وفقا لدراسة صينية، فإن 13 ٪، من مستعملي الأنترنت في العالم من الأطفال، ومنهم من لا يتعدى ثلاث سنوات، وأن من كل مليوني طفل، هناك 400 ألف يتم استغلالهم إباحيا، ليكشف وفقا لدراسة سعودية، أن 75 ٪ من شباب هذه الدولة، أكدوا أنهم لا يستطيعون العيش دون أنترنت.

عدد الدكتور بوشوشة مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنت، على غرار الإدمان والهروب من الواقع، إهمال الحياة الشخصية واليومية، سرقة الهوية والبيانات الخاصة والشخصية، اضطرابات صحية ونفسية، على غرار الاكتئاب، عزلة اجتماعية، السقوط في الممنوعات والمحرمات، والوقوع ضحية شبكات المخدرات والمنظمات الإجرامية والإرهابية، ليقترح فتح باب الحوار مع الشباب وتوفير الإطار التشريعي لمحاربة الظواهر السلبية.