مصلحة الحروق بمستشفى "كناستال":

5232 حالة إصابة لدى الأطفال منذ عام 2013 ووفاة 15 طفلا

5232 حالة إصابة لدى الأطفال منذ عام 2013 ووفاة 15 طفلا
  • القراءات: 562
خ. نافع خ. نافع

أكدت البروفسور زياني دجبور، رئيسة مصلحة الحروق والجراحة الترميمية على مستوى المؤسسة الاستشفائية لطب الأطفال بـ"كناستال" في وهران، أن المصلحة تستقبل بين 300 و350 طفلا يتعرض لمختلف درجات الحروق الجلدية والصدمات الكهربائية، مما يدل على الارتفاع الخطير لعدد الحالات التي تستقبلها المصلحة من داخل الولاية والولايات الغربية والجنوبية الغربية للوطن، فيما سجلت المصلحة خلال الثلاث سنوات الأخيرة 5474 طفلا مصابا بحروق من مختلف الدرجات، تلقوا العلاج بين يوم واحد و100 يوم، فيما توفي 15 طفلا.

وقد أشارت المتحدثة إلى أن التكفل بحالات الحروق لدى الأطفال على مستوى المؤسسة الاستشفائية لطب الأطفال بكناستال، الذي يعد الوحيد على المستوى الوطني تبقى متواضعة، أمام النقص في الإمكانيات العلاجية المكلفة جدا والتي يحتاج إليها الطفل المصاب، زيادة على عجز المصلحة في الطاقة الاستيعابية التي لا تتجاوز 8 أسرة، فيما يتطلب ـ حسبها ـ إنشاء العديد من المراكز الطبية الخاصة بعلاج الحروق على المستوى الوطني قصد التكفل الجيد بالمصابين، لاسيما أن مشروع مستشفى وهران المتخصص في الحروق الذي يسع لـ120 سريرا لا يزال في طور الإنجاز ومن المتوقع أن يدخل حيز الخدمة في نهاية سنة 2016.

من جهتها، أشارت البروفسور زياني إلى وجود مفهوم خاطئ لدى أغلب المرضى وبعض الأطباء، مفاده أن برنامج التأهيل لمرضى الحروق يبدأ بعد شفائهم من إصابتهم، عندها تكون قد حصلت مضاعفات ثابتة لا يمكن تأهيلها فيما بعد، بينما يجب ـ حسبها ـ أن يبدأ برنامج التأهيل منذ اليوم الأول للإصابة، حيث يعتمد على مبدأ العناية الشاملة لجميع نواحي الإصابة الجسدية والنفسية والاجتماعية وتحتاج إلى فريق تأهيلي، وينقسم بصفة عامة إلى مرحلتين؛ الأولى تبدأ منذ اليوم الأول من الإصابة بالحروق، وترتكز على ثلاث مراحل وهي تتعلق بتمارين مدار الحركة للمحافظة على المفاصل، ووضع الجسم والأطراف في أوضاع صحيحة واستعمال الجبائر ـ إن لزم ـ لمنع التشوهات، حيث عادة ما يأخذ المريض الأوضاع المريحة له التي غالبا ما تكون سببا للتشوهات.

كما يجب البدء في تكوين علاقة مهنية سليمة مع المريض وأهله، لما لذلك من تأثيرات إيجابية على البرنامج التأهيلي المستقبلي الطويل، ويجب أن يراعى في هذه المرحلة الحادة جميع معوقات الحركة، خصوصا الألم، ووجود الأجهزة الطبية والمحاليل والغيارات والتداخلات الجراحية، بحيث لا يتعارض البرنامج التأهيلي مع البرنامج العلاجي. وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية من العلاج، تقول البروفسور زياني دجبور بأنها المرحلة المزمنة للمريض ومن أهدافها التركيز على الوظائف وإعادة الدمج، من خلال العناية بالجروح والندبات وتشوهاتها، واستعمال طرق تدليك خاصة لذلك، إلى جانب مشدات ضاغطة، مع الاستمرار في تمارين مدار الحركة والإطالة. وأضافت المختصة بأن التمارين النشيطة والحركة تكون حسب قدرة المريض، حيث يتم العمل على تمارين التقوية تدريجيا من خلال البدء في التدريب على الأعمال الوظيفية اليومية والإعداد لإعادة المريض إلى حياته السابقة.

كما يلعب الدعم النفسي والاجتماعي دورا كبيرا في هذه المرحلة من العلاج، كون الحروق من الإصابات التي تترك آثارا ظاهرة على الجسم وما يتبع ذلك من اضطرابات نفسية على المريض ومحيطه، وقد تحد من فرصة إعادة دمجه في المجتمع، إذا لم تأخذ في الحٌسبان البرنامج التأهيلي. وفيما يخص التكفل النفسي بهذه الإصابات، فقد تختلف من شخص إلى آخر، خاصة أن أغلب الحالات تقع وسط حديثي السن، إذ لا تزيد أعمارهم عن 9 سنوات في الغالب، مثلما أبرزته الأخصائية النفسانية فضيلة رابتي التي أشارت إلى صعوبة التكفل النفسي بالأطفال الصغار من قبل المشرفين على رعاية المرضى، سواء من  ناحية التوعية أو التوجيه، وخاصة الوضعية النفسية لمعظم الأمهات اللواتي لا يستطعن تقبل وضعية أولادهن، لاسيما إذا كانت خطيرة.