الدكتور فارس مسدور، باحث في الاقتصاد الإسلامي:

500 مليار سنتيم تحرق في المفرقعات خلال ليلة

500 مليار سنتيم تحرق في المفرقعات خلال ليلة
  • القراءات: 1025
رشيدة بلال رشيدة بلال
يرجع الدكتور فارس مسدور، باحث في الاقتصاد الإسلامي توجه أفراد المجتمع الجزائري إلى إحياء ذكرى مولد خير الأنام بالمفرقعات وتبذير الأموال وإزعاج الأفراد إلى عامل التوارث يقول: "توارثنا أشكالا من الاحتفالات بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أسلافنا، غير أننا لم نرث مضمون وعمق هذا الاحتفال، بمعنى أننا ركزنا على الشكليات وأهملنا الخصوصية الروحانية للمناسبة لذلك نجد أفراد المجتمع في هذه المناسبة قد انحرفوا في أسلوب الاحتفال، فأصبح البوذيون يصدرون بطلب منا ألعابا نارية معروف عنها أنها جزء من عقيدتهم وتقاليدهم، فإذا بنا نقتدي بهم في ممارساتهم البوذية للاحتفال بخير البرية دون علم منا لحقيقة ما نقوم به".
ويعتقد الدكتور مسدور أن الإشكال في احتفالية المولد أيضا يكمن في المبدأ الذي تسير وفقه العائلات التي أصبحت تخصص ميزانيات لمواجهة متطلبات الاحتفال سواء من حيث الطعام بالإكثار من المأكولات، أو من حيث الألعاب النارية التي غذت جزءا كبيرا من الاحتفال. وهذا يعني "أن أقل مبلغ توفره كل عائلة جزائرية لا يقل عن 5000 دج، بينما تشير إحصائيات أخرى الى أن بعض العائلات تنفق 30.000 دج ما بين مأدبة المولد والمفرقعات، وهي مبالغ مالية كبيرة يتم هدرها من دون فائدة".
وفي رده عن سؤالنا حول السبب الذي أبقى أفراد المجتمع حريصين على إحياء هذه المناسبة الدينية باحتفالية خاطئة، أجاب محدثنا بأن المشكل يكمن في أننا لم نفهم بعد أن إحراق المال الحلال في مثل هذه المناسبة يعتبر إجراما في حد ذاته، وعندما ننظر إلى العملية بنظرة كلية اقتصادية يمكن تقدير الأموال التي تهدر بهذه الاحتفالية بما لا تقل عن  500 مليار سنتيم في يوم واحد. وتصحيح هذه الأخطاء التي كانت سببا في فقد عدد كبير من الأطفال لأعينهم وأصابعهم، إلى جانب التشوهات الناجمة عن المفرقعات والتي وصلت في بعض الأحيان حد إلى حرق منازل بكاملها، لا يتحقق إلا بالتخلي عن كل ما هو مادي في الاحتفال، والتفرغ للجانب الروحي من خلال الرجوع إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والوقوف عند مختلف محطات حياته لأخذ العبر.