لتعزيز الرصيد اللغوي

50 ألف دينار لدورات تدريبية في الخارج

50 ألف دينار لدورات تدريبية في الخارج
عروض الدورات اللغوية في الدول الأجنبية نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 1318
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تنافس عدد من الوكالات السياحية المختصة في تنظيم خرجات ترفيهية وسياحية نحو دول أجنبية، مؤخرا، على هامش المعرض الوطني الأول لتعلم اللغات الذي نظم بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، على طرح عروض الدورات اللغوية في الدول الأجنبية التي استحسنها الجامعيون الراغبون في تعزيز رصيدهم اللغوي، أو تعلم لغة أجنبية في موطنها.

يعد تعلم لغة أجنبية وثانية وثالثة مكسبا لرصيدنا الثقافي، لاسيما في زمن تتنافس فيه العلوم، وتتاح فرص أكبر في الحياة المهنية وسوق العمل للذين لهم ثقافة واسعة وتحكم أفضل في عدد من اللغات، خاصة أن ذلك يبني جسورا بين الشركات ذات السمعة الجيدة في السوق الاقتصادية، فأصبح من الضروري تعلم اللغات لمضاعفة فرص الحصول على منصب عمل فيها، بالنظر إلى حاجة تلك الشركات لموظفين قادرين على التواصل بكفاءة مع العالم.

تعتبر اللغات الحية العالمية جوازات سفر للمتحكمين فيها، إذ تمنحهم قابلية التواصل مع كل الأجناس التي تتحكّم في تلك اللغات، وتعطي إمكانية التعرف على ثقافات جديدة والاندماج فيها، وغيرها من المزايا التي تتوفر عند اتقان لغة البلد المضيف.

على هذا الأساس، أصبح تعلم لغة أجنبية جديدة من أولويات العديد من الشباب حول العالم، والجزائريون لا يصنعون الاستثناء، مما جعل أخصائيين في الشأن يطورون عددا من الطرق والتقنيات لتعليم لغة معينة، فهناك حوالي 6500 لغة بين الأكثر انتشارا وأخرى يقل المتحدثون بها، وتختلف صعوبة تعلم لغة من واحدة إلى أخرى، حسب القواعد، النحو، الصرف أو عدد الحروف، وعليه تختلف فترات التعلم من لغة إلى أخرى.

في هذا الخصوص، أوضحت ياسمين قوادري، وكيل تجاري في وكالة سياحة وسفر، أن العديد من الوكالات السياحية أدرجت اليوم في مهامها خدمة تنظيم رحلات للتدرب على اللغات، والتي تتراوح فترتها من أربعة أيام إلى سنة كاملة، حسب متطلبات الزبون وحسب رغباته المستقبلية، وضرورة تعلم تلك اللغة أو مجرد تكثيف الرصيد، وأشارت إلى أن العديد من الطلاب الجزائريين يهدفون من وراء ذلك، إلى إثراء سيرهم الذاتية والمهنية.

أضافت المتحدثة أن تلك الخدمة تتمثّل في إبرام عقود شراكة بين عدد من المدارس الخاصة في بعض الدول الأجنبية، بغرض تقديم فرصة تلقي دروس تدعيميه في لغة محددة للطالب الجزائري، وقالت "إن دراسات عديدة أثبتت أن تعلم لغة محددة في دولتها الأم، يساعد بنسبة كبيرة على تعلم اللغة في فترة وجيزة، إذ أن الطالب يجد نفسه مجبرا على الاعتماد على نفسه للتواصل مع البقية، ووضع ذلك الفرد في بيئة، مثلا، تتحدث اللغة الإنجليزية فقط، سيحفّز عقله لمحاولة التواصل حتى وإن أجهده الأمر، لكن تلك التقنية أكثر فعالية لتعلم اللغة.

يقدر عدد ساعات الدراسة، تقول المتحدثة، بحوالي 15 ساعة أسبوعيا، ويتضمن البرنامج خرجات تثقيفية إلى عدد من المناطق في تلك الدول، يدخل ضمن تقنية التعلم المكثفة.

على صعيد آخر، قالت ايلان خيار، وكيل تجاري لدى وكالة سفر، أن العديد من شركات السياحة تتنافس  لطرح أفضل العروض للطلاب، وكل الراغبين في التوجه نحو دول أجنبية لتكثيف الرصيد اللغوي، ولا زالت اللغات الإنجليزية، الإسبانية، ثم الألمانية على الترتيب، أكثر اللغات التي يرغب الفرد في القيام بدورات لغوية من أجل تعلمها، بعدما أثبتت تلك الطريقة فعاليتها في إثراء الرصيد اللغوي للفرد.

يتمثّل دور الوكالة، تقول المتحدثة، في بناء جسر تواصل بين عدد من المدارس الخاصة والجامعات المرموقة عبر عقود شراكة، للتوسط بينها وبين الطلاب الجزائريين وحتى الأطفال الذين يرغبون في الاستفادة من حصص لغوية وتعلّم لغة حية جديدة، فالخرجات التدريبية اللغوية تعد استثمارا جيدا في الوقت والمال، للتنقل في رحلة دراسية نحو الخارج إلى إحدى الدول الناطقة بالإنجليزية خاصة، حسب متطلبات السوق، حيث أن معايشة تجربة انغماس كامل، وممارسة اللغة طوال اليوم وفي كل يوم، أكثر فعالية دون شك، مما قد تحقّقه الكتب، ودورات اللغة وأصدقاء المراسلة، تضيف المتحدثة.

يتمثل برنامج الوكالات، حسب خيار في برامج مخصصة لدراسة اللغة الإنجليزية داخل مدرسة خاصة تجمع بين الدورات اليومية للغة، والأنشطة وأوقات الفراغ التي تمارس فيها اللغة مع طلاب جدد من دول أخرى، وتكون الإقامة مع أسر مضيفة. كما أن الوكالات توفر خدمة طلب التأشيرة وتقوم بكل الإجراءات اللازمة.

تتراوح أسعار تعلم اللغات من 27 ألف دينار جزائري إلى 50 ألف دينار جزائري، حسب الدولة، عدد أيام التكوين وبعد المدرسة عن الإقامة، فضلا عن الخرجات التي تتخلل تلك الدورات التكوينية.