الدكتور حسام كوريب رئيس جمعية "الصداقة الفرنسية - الجزائرية" لـ "المساء":

5 ملايين مُسن في الجزائر بحاجة إلى اختصاص طب الشيخوخة

5 ملايين مُسن في الجزائر بحاجة إلى اختصاص طب الشيخوخة
  • القراءات: 1033
حنان. س حنان. س

دعا الدكتور حسام كوريب، رئيس جمعية "الصداقة الفرنسية-الجزائرية" إلى تبني تخصص طبي جديد يهتم بصحة المسنين، وقال إن الجزائر تشهد تحولا ديمغرافيا من طغيان نسبة الشباب إلى طغيان نسبة المسنين، وأوضح في مقابلة خاصة مع "المساء" أن هذا التحول يصاحبه ظهور أمراض مرتبطة بالشيخوخة، ملفتا إلى أهمية الإسراع في تبني اختصاصات طبية تهتم بالمسنين حتى لا تواجه الجزائر أزمة صحية غير مسبوقة. تشير الأرقام التي أطلعنا عليها الدكتور كوريب إلى وجود 4 إلى 5 ملايين مُسّن في الجزائر وتحديدا فوق سن الـ65. وحسب تعريف المنظمة العالمية للصحة، أيّ مجتمع تزيد نسبة المسنين فيه عن 10 % من مجموع السكان فإنه مجتمع مُسن. "والجزائر تقارب هذه النسبة"، يقول نفس الدكتور المختص في طب الشيخوخة.

14 اختصاصا طبيا يعنى بصحة المسنين

يضيف الدكتور حسام كوريب بقوله: "يمكن القول بأن المجتمع الجزائري يتحول شيئا فشيئا من مجتمع شبابي إلى مجتمع مُسن، وعليه لابد للطب أن يجاري هذا التحول، فمثلا في الدول الأوروبية ومنها فرنسا، ظهرت مؤخرا تخصصات طبية للاهتمام بصحة الشيخوخة، هناك اليوم قرابة 14 تخصصا طبيا، تهتم كلها بالشيخوخة، فصحة المُسن تصبح هشة بالتقدم في العمر، بالتالي يحتاج إلى عناية خاصة ومستمرة، علما أن جسمه يعرف تحولات فيزيولوجية ملحوظة تستوجب تعاملا طبيا دقيقا حيالها، بعبارة أخرى، نقول إنه لا بد من اعتبار ليس فقط كبر سن الفرد وإنما كبر أعضاء جسمه الحيوية أيضا".

في السياق، يؤكد المختص أنه لابد للجزائر أن تواكب هذه التطورات الحاصلة في المجال الطبي، مبديا استعداد جمعيته وكل الأطباء الجزائريين الـ13 ألفا المتواجدين في فرنسا للمساهمة في عمل مشترك في إطار جمعوي أو غيره، ونقل الخبرات وتبادل التجارب وحتى في مجال الإشراف على التكوين والرسكلة. وفي مجال التخصصات الطبية في صحة المسنين، يذكر المختص أمراض القلب وأمراض ارتفاع الضغط والسكري والطب الداخلي وغيرها من الاختصاصات الخاصة فقط بفئة المسنين، وقال: "هي تخصصات ليست موجودة في الجزائر، لذلك نقترح تبادل الخبرات في هذا المجال بهدف تطوير هذا التخصص الطبي الجديد كتخصص قائم بذاته، حتى تواكب الجزائر الدول المتقدمة، خاصة أنها تملك الإمكانيات والمؤهلات لذلك".

500 ألف حالة "آلزهايمر" في الجزائر

من جهة أخرى، يؤكد المختص الحاجة الملحة لفتح تخصص طب الشيخوخة في الوطن، حيث يشير إلى وجود بين 400 ألف إلى 500 ألف حالة "آلزهايمر" في الجزائر، حسب إحصائيات أخصائي الأعصاب، "وهذا مرض خطير لا يؤثر فقط على المصاب وإنما على كل عائلته بسبب ثقله، وإذ لم نشجع التخصصات الطبية للمسنين، فاحتمال كبير أن تواجه الجزائر أزمة صحية غير مسبوقة، وأعتقد أن هنا يتجلى دورنا كجزائريين وأطباء مختصين في التحسيس المتواصل بأهمية إدراج هذا التخصص وتحضير الأرضية اللازمة له من كفاءات وموارد أخرى ملائمة"، يوضح نفس المختص، تشهد فرنسا تطورا هائلا في مجال العناية بصحة الشيخوخة، ففي وقت مضى كانت العمليات الجراحية للفئة العمرية 70-75 سنة غير أكيدة، لكن بفضل تطور هذا الاختصاص الطبي، تمكن الأطباء مؤخرا من إجراء عمليات جراحية على مستوى الكتف لمسن فوق الـ75 عاما.

وأبدى المختص تفاؤله بشأن الصدى الإيجابي الذي سيخلفه نداء جمعيته لدى السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، "خاصة أن الأصداء الوافدة إلينا تشير إلى اعتماد وزارة التعليم العالي في المستقبل القريب تدريس هذا التخصص في مراحل التعليم العالي"، يؤكد الدكتور حسام كوريب. جدير بالذكر أن جمعية "الصداقة الفرنسية-الجزائرية" تهتم بعدة مجالات وعلى رأسها المجال الطبي، وهي في الجزائر تتعامل مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ‘الفورام’ في مجال تبادل الخبرات الطبية، خاصة فيما يتعلق برعاية المسنين. ويشير رئيس الجمعية إلى وجود كفاءات جزائرية جيدة "إلا أن الملاحظ أن الممارسة الطبية غير متطورة بالشكل الكافي، لذلك نحن ننقل خبراتنا عن طريق العمل الجمعوي المشترك، واليوم نحن هنا لنوفر على الجزائريين عناء السفر إلى أوروبا من أجل التكوين، حيث يعرض 13 ألف طبيب في فرنسا خبراتهم في إطار الإشراف على التكوين والرسكلة".