مؤسس شركة "روسيكلي" الرقمية للفرز لـ"المساء":

5 آلاف مواطن ضمن شبكة تضم 30 نقطة لجمع النفايات

5 آلاف مواطن ضمن شبكة تضم 30 نقطة لجمع النفايات
  • القراءات: 574
رشيدة بلال رشيدة بلال

تمكن الطالب رامي مبروك أحمد، مؤسس الشركة الناشئة المختصة في الرسكلة من ربط أكثر من 5 آلاف جزائري بثلاثين نقطة جمع للنفايات، وبذلك يكون أول شاب مبدع استطاع عبر منصته الرقمية، المساهمة في رقمنة فرز النفايات، من خلال تقريب المواطنين من المرسكلين. التقته "المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في لقاء علمي حول الإبداع والابتكار بجامعة العفرون بالبليدة، حيث تحدث عن هذا المشروع الواعد.

قال الشاب رامي مبروك أحمد في تصريح خص به "المساء"، بأن الفكرة كانت عبارة عن مقترح تم مناقشته مع عدد من زملائه، وكان السؤال المطروح: "كيف يمكننا تنظيف الجزائر في غضون سنة؟ وبعد الدراسة، وجدنا أن العملية تتطلب أن يكون لدينا 20 مليون جزائري ينشطون ضمن شبكة منظمة، وبحكم أننا كنا طلبة، ذهب تفكيرنا إلى البحث عن حلول تحفيزية، تجعل المواطن يشارك من تلقاء نفسه، في عملية الفرز، من خلال دعوته إلى جمع النفايات، وفي المقابل يحصل على مكافئات".

وأردف المتحدث قائلا: "تمكنا عن طريق منصتنا التي تم إطلاقها سنة 2020، والتي تحمل اسم (رسيكلي)، من إنشاء مسرع خاص بفرز النفايات، لتمكين المهتمين من الاطلاع على خريطة المنصة التي تكشف نقاط التجميع، ويحصل المعني في المقابل، على مكافأة  تحول له عبر هاتفه النقال في شكل خدمات"، مشيرا إلى أن الفكرة لقيت ترحيبا كبيرا، وهو ما يعكسه التفاعل الكبير معها من المواطنين.

من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الهدف من التفكير في منصة رقمية لفرز النفايات، هو المساهمة في غرس ثقافة الفرز من المصدر، الذي يمثل المواطن عنصرا أساسيا فيه، بالتالي المشاركة في مد سوق الرسكلة للنفايات باحتياجاتها من المادة الأولية، خاصة منها البلاستيك، مشيرا إلى أن المنصة الرقمية الخاصة بالرسكلة، عندما بدأت في سنة 2020، كانت موجهة للمواطنين بالدرجة الأولى، ومن ثمة، تم توسع المشروع في مرحلة ثانية، ليشمل الجمعيات من خلال إطلاق تطبيق خاص بهم، يسمح لهم بتمويل نشاطاتهم من عائدات الرسكلة، بعد تحويل مقرها إلى نقاط جمع.

وعلى صعيد آخر، أكد المتحدث أن النتائج الإيجابية التي حققها المشروع أو المنصة، جعلته يحوز على العديد من الجوائز على المستوى الوطني والدولي، خاصة أن التفاعل مع المنصة كان كبيرا، وفتح المجال لتوظيف عدد كبير من أصحاب الشاحنات الصغيرة، الذين أصبح في الإمكان، بعد تعديل القانون، من التعامل معهم كمقاولين ذاتيين. وأوضح المتحدث، أن الأمر جعل المشروع يتوسع أكثر فأكثر، مشيرا إلى أن العمل محصور على مستوى ولاية البليدة والعاصمة وعين الدفلى، فيما يتطلع لتعميم خدمات المؤسسة عبر 18 ولاية من الشمال الجزائري، معتبرا أن التطبيق قادر على العمل به في كل مكان، باستهداف المواطنين والجمعيات.

ومن التحديات التي يتطلع صاحب المؤسسة إلى بلوغها؛ جمع 100 طن من النفايات بنهاية سنة 2022، ومنه بلوغ العائد المادي من وراء هذه المنصة، مؤكدا أن العائد اليوم اجتماعي، ويتمثل في رقمنة مجال الرسكلة، بعدما تمكن من جعل أربع شركات تعمل بهذا التطبيق، مؤكدا أن واحدا من الأسباب التي جعلت المنصة تنجح، أن الجزائري أصبح اليوم أكثر إطلاعا على التكنولوجيا الحديثة ويبحث عن مثل هذه الخدمات.