بسبب تخلي بعض الأولياء عن دورهم التربوي

35 بالمائة من المدمنين أطفال دون 15 سنة

35 بالمائة من المدمنين أطفال دون 15 سنة
جمال بوسنة، رئيس مصلحة الوسط المفتوح لحماية الطفل - مديرية النشاط الاجتماعي-الجزائر نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 728
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أكد جمال بوسنة، رئيس مصلحة الوسط المفتوح لحماية الطفل لدى مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر، أن العالم اليوم يعيش عددا من التحديات التي تهدد استقرار الطفل وحقه في عيش حياة آمنة وسليمة، وهي مجموعة من الظواهر التي تستدعي تضافر جهود مختلف الفاعلين لمكافحتها وحماية الطفل من تأثيرها عليه.

 

أكد المتحدث أن تعاطي المخدرات ليس مقتصرا على فئة أو مجموعة معينة من فئات المجتمع، كما أنه غير مرتبط بمستوى تطور منظومة اقتصادية محددة وازدهار دولة، بل هي مشكلة تؤثر بشكل فعال في مختلف المجتمعات، لاسيما العربية. كما أنها ليست مقتصرة على سن معينة، بل أصبحت ملموسة في المدارس الابتدائية والمتوسطات على حد سواء.

من أكثر التحديات، يشير المتحدث إلى ظاهرة المخدرات التي تسلّلت إلى الأوساط المدرسية وجرفت معها نسبا كبيرة من الأطفال، بعضهم لم يغادر بعد المستوى الابتدائي والمتوسط، الأمر الذي يثير الخوف والرعب والدهشة في آن واحد، لقوة تلك الظاهرة الفتاكة في التأثير على استقرار المجتمع كافة.

يقول بوسنة لغة الأرقام وحدها تجعلنا مذهولين، ولعل ما يزيدنا دهشة، اكتشاف أن 35 بالمائة من المدمنين في الجزائر أطفال دون سن الـ15 عاما، وما يقارب 10 ملايين طفل حول العالم، هذه الأرقام، يضيف المتحدث، تكشف عن حجم المأساة التي وقع فيها أطفالنا اليوم بسبب بعض المتغيرات، لاسيما في المجتمع العربي،  والتي تعد دخيلة عليه.

أكد المتحدث أن السبب الرئيسي وراء انتشار تلك الظاهرة وسط أطفالنا، تعود إلى تراجع الدور التربوي والتعليمي الذي يؤخذ على عاتق الجميع، إذ للطفل حق في التربية على الأسس السليمة للعيش وسط مجتمع خال من التهديدات والمخاطر، وخلق درع واق وحمايته من المخاطر التي تحدق به بالدرجة الأولى.

شدد المسؤول على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية في هذا الإطار، ليس لتوعية الأطفال بمخاطر المخدرات فقط، إنما لتحسيس الأولياء، والأولياء المستقبليين، ومختلف الفاعلين بضرورة تعزيز دورهم التربوي والتعليمي، مشيرا إلى أن كثير هم الأولياء الذين ـ للأسف ـ أصبح تعريف التربية لديهم محصورا في الولادة والإطعام وضمان سقف للمبيت، يقول السيد بوسنة لكن التربية في حقيقة الأمر أبعد من ذلك، فهي بناء الشخص على قواعد وأحكام، وترسيخ قيم ثابتة لا تتغير بتغير العوامل الخارجية والإغراءات التي يمكن أن تهدد استقرار وأمن الطفل، وتعرضه لمختلف المخاطر، على غرار الإدمان.

على صعيد آخر، قال رئيس مصلحة الوسط المفتوح لحماية الطفولة، إن التفكك الأسري يعرض الطفل إلى تلك التهديدات، فانتزاع تلك الروابط تؤدي إلى فقدان الرعاية والرقابة على الأطفال، وتتحول مهمة التربية من البيت إلى الشارع، حيث يتبنى الطفل رفيق السوء، أو ما يعرف بتأثير الجماعة، الأمر الذي يجازف بمستقبلهم بسبب دخولهم عالم المخدرات، ويحول سلوكياتهم وتتردى أخلاقهم، وهو ما يفتح لهم بابي الفضول والاستكشاف غير النافعين في سبيل خوض التجربة التي تعد السبب الرئيسي لبداية التعاطي.