بسبب نقص الممارسين الصحيين في الإسعاف السريع
30 بالمائة من ضحايا حوادث المرور يتوفون قبل وصولهم إلى المستشفى

- 1577

شدّد المشاركون في أشغال اليوم الأول الطبي الجراحي، الذي نظمه المجلس الطبي للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة، سليم زميرلي بالحراش، أمس بالمعهد الوطني للصحة العمومية، على ضرورة التكفل الطبي السريع بالمصابين في حوادث المرور، مؤكدين على أن الإسعاف السريع للمصابين يجنب وقوع المآسي. وكشف رئيس مصلحة التخدير والإنعاش بهذه المؤسسة الاستشفائية أن 30 بالمائة من المتضررين من الحوادث يتوفون قبل وصولهم إلى المستشفى.
وأوصى الخبراء والمختصون المشاركون في هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه، بضرورة تكوين الأطباء والمسعفين في مجال التكفل السريع وعدم تضييع الوقت، لا سيما فيما تعلق بالمصابين بتعدد الصدمات الذين تعرضوا إلى حوادث مرور وحوادث العمل وهذا قبل وصولهم إلى المستشفى. وحسب رئيس مصلحة التخدير والإنعاش بمستشفى زميرلي، فإن ضحايا الحوادث لا يصلون إلى المستشفى قبل ساعتين، ما يعرض حياتهم للخطر، علما أن مستشفى سليم زميرلي يستقبل يوميا 250 مصابا ومتضررا من مختلف الحوادث، 20 منهم مصابون بصدمات متعددة تستوجب حالاتهم التكفل على يد فرق إسعاف متعددة التخصصات على أن يكون هذا التكفل بمكان الحادث وبشكل فوري.
ويرى المتحدث أن التكفل السريع يعني ضرورة إسعاف المصاب بعين المكان ومراعاة عامل الوقت لإنقاذه من الموت، داعيا إلى إخضاع المسعفين بالمستشفيات والمؤسسات الصحية الجوارية لتكوين متخصص في التدخل السريع والإسعاف الآني. كما دعا إلى إعادة تنظيم وتجنيد مختلف الوحدات الطبية لضمان تكفل أحسن وأنجع.
وحيا المتحدث أعوان الحماية المدنية التي تتدخل يوميا عشرات الآلاف من المرات لإسعاف المواطنين المصابين في حوادث المرور أو حوادث العمل أو حتى الحوادث المنزلية، مضيفا أن هؤلاء يقومون بواجبهم كما يلزم أو أكثر إلا أنهم غير متخصصين في حالات الصدمات المتعددة وبعض الجروح المعقدة التي تصيب الضحية في بعض الحوادث.
من جهته، دعا المدير العام لمستشفى سليم زميرلي، محمد جمعي إلى توفير مؤسسات استشفائية متخصصة كمؤسسة سليم زميرلي عبر التراب الوطني، مشيرا إلى أن مؤسسته تعتبر المؤسسة الوحيدة عبر الوطن التي تتكفل بحالات تعدد الصدمات، فيما أكدت طبيبة مختصة بذات المستشفى إلى ضرورة اعتبار مثل هذه الحالات مشكل صحة عمومية.