مركز الوسيط لمكافحة الإدمان ببومرداس

23 ألف استشارة، منها 20٪ خاصة بعلاج الإدمان

23 ألف استشارة، منها 20٪ خاصة بعلاج الإدمان
  • القراءات: 3359

تمكن مركز "الوسيط" لمكافحة الإدمان ببلدية يسر في ولاية بومرداس، الذي افتتح في 2015، من تحقيق قرابة 23 ألف استشارة طبية متخصصة، منها 20٪ خاصة بعلاج الإدمان، يطمح إلى ترقية مجال تدخله في مكافحة كافة أشكال الإدمان، من خلال إدراج برمجة دورات تكوينية للطاقم الطبي وشبه الطبي.

أفادت مديرة مركز الوسيط لمكافحة الإدمان، علجية أكسيل أعراب (مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج منايل)، أن دخول المركز حيز الخدمة في 2015، سمح بتكفّل أفضل بالمدمنين، عوض تحويلهم إلى مراكز أخرى بولايتي البليدة أو تيزي وزو. موضحة أن المركز سجل 22.733 استشارة طبية متخصصة، منها 20٪ تمثل الاستشارة الخاصة بالإدمان، مبرزة لـ«المساء"، على هامش يوم تحسيسي حول الآفات الاجتماعية، نظم خلال نهاية الأسبوع بمقر ولاية بومرداس، تطوير المركز تدريجيا عن طريق إدراج مختصين جدد وتكوين آخرين في سبيل توسيع مهمة مكافحة وعلاج الإدمان بكافة أشكاله، بما فيه إدمان الكحول والتدخين. مع العلم أن المركز سجل حالات إدمان ألعاب إلكترونية وأنترنت تم التعامل معها باحترافية كبيرة، مكنت من فطام المدمنين القصر.

في السياق، يحدثنا مراد علاش، المكلف بـ«المداواة بالعمل" على مستوى "سيزا-يسر"، فيقول إنه استقبل مؤخرا ثلاث حالات لقصر ذكور تتراوح أعمارهم بين 14-16 سنة، انتقل بهم أولياؤهم في محاولة أخيرة لإخراج فلذات أكبادهم من براثن شبكة الأنترنت والألعاب الإلكترونية، ويشرح بأنّ الحالة النفسية للأولياء كانت في الحضيض، على اعتبار أنهم حاولوا عبثا إبعاد أبنائهم عن تلك الألعاب دون توفيق، "لكن بانتهاجنا أسلوب الحوار الهادئ، محاولين إيجاد مراكز اهتمام أخرى لهؤلاء الأحداث، تمكنا من إبعادهم عن مرحلة إدمان الألعاب الإلكترونية بنجاح"، يقول مراد علاش لـ«المساء"، على هامش نفس التظاهرة.

تنحصر تقنية المداواة بالعمل، في تحويل اهتمام المُدمن إلى مراكز اهتمام أخرى، يستعمل فيها ذهنه أو يديه، ومنه الرسم وألعاب الشطرنج وغيرها من الألعاب الذهنية، إلى ممارسة الرياضة. تمر المداواة عبر خمس مراحل؛ تهتم المرحلة الأولى بكسب ثقة المدمن، ثم مرحلة المحادثة التحفيزية "وهنا ندخل الشك لدى المدمن حول أمر إدمانه بطرق خاصة، حتى يدرك أنه في حالة مرضية حتى يدخل مرحلة التناقض مع نفسه"، يقول محدثنا، لتأتي بعدها مرحلة اتّخاذ القرار بالابتعاد عن الخطر، ضمن عمل فريق طبي يضم طبيبا معالجا، المختص في المداواة بالعمل ونفساني.

أما رابع مرحلة في طريق علاج الإدمان، فتتلخص في تنفيذ العلاج من طرف المدمن نفسه، وهنا يتم تنفيذ ذلك يوميا بمعدل ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، تبعا لكل حالة إدمان، كذلك التحسن يختلف تبعا لكل حالة، للوصول نهائيا إلى مرحلة الفطام التي يتغلّب عندها المدمن على نفسه، لتبدأ بعدها مرحلة أكثر صعوبة، وهي الحفاظ على ما تحقق من نتائج، "وهنا لابد من تدخل العائلة أو الوالدين لحظر وقوع المدمن في حالة العود"، يقول المتحدث،  موضحا أن تحديد مدة مراحل العلاج الخمس تتحدد تبعا لكل حالة.

إدمان الأنترنت والألعاب الإلكترونية ظاهرة آخذة في الانتشار، لاسيما بعد الانتشار المذهل لوسائط الاتصال والعروض الترويجية للهواتف الذكية، بما يسهل أمر اقتنائها، غير أن التحسيس المستمر بأهمية التعامل الذكي معها، تماما مثل التحسيس المتواصل حول آفة المخدرات، أمر يفرض نفسه يوما بعد آخر، ومنه تأتي الدعوة إلى وحدات الكشف والمتابعة المدرسية في المدارس لتكثيف التوعية، بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في المجال. كما نشير إلى أن مراحل علاج مدمني المخدرات يمر بنفس المراحل، "لكن إذا سجلنا حالات عود فإننا لا نضخم الأمور، بل نعيد مراحل العلاج، وهنا الأمر سيكون سهلا، حيث أننا تعاملنا مسبقا مع المدمن ونعرف كيف نعيد جلب اهتمامه"، يوضح مراد علاش.

حنان.س