أظهرت إحصائيات أجريت خلال سنتي 2017 و2018، تسجيل 200 ألف مريض بآلزهايمر على المستوى الوطني، حسبما أكدته البروفيسور سهيلة أمالو، طبيبة أعصاب متخصصة في مرض آلزهايمر بالمستشفى الجامعي "فرانس فانون" في البليدة، موضحة على هامش زيارة عمل قام بها والي البليدة، مصطفى العياضي، أنّ ولاية البليدة وحدها تسجّل حوالي 25 حالة جديدة شهريا.

أكدت المختصة أنه يتوجب إيلاء تكفل جيد لهؤلاء المرضى ومرافقة عائلاتهم  حول كيفية التعامل معهم، بهدف إبطاء تطور المرض لديهم والتخفيف من معاناة أقاربهم، بالإضافة إلى تخصيص المنشآت الضرورية لاستقبالهم.

في هذا الإطار، وقف الوالي على مشروع إنجاز مركز لآلزهايمر بمستشفى "فرانس فانون"، وقد انتهت به الأشغال في سبتمبر 2017، غير أنه لم يدخل حيز الخدمة، لعدم تجهيزه بسبب تسجيل عجز مالي، ودعا السيد العياضي  إلى العمل على تجهيز هذا المركز قبل الدخول الاجتماعي المقبل بغية تدشينه في 21 سبتمبر المقبل بمناسبة اليوم العالمي لمرض آلزهايمر.

في هذا السياق، قالت البروفيسور أمالو بأن هذه المنشأة الاستشفائية الجديدة ليست مركزا للعلاج فحسب، بل تضم أيضا وحدة طبية مختصة في علم الجينات، لإجراء بحوث في الأمراض الجينية، حيث يتم أخذ عينات من المرضى وإرسالها إلى فرنسا بهدف تحليلها، كما سيتم التعاون مع الأساتذة المختصين في المجال من جامعة البليدة ومن الجامعات الجزائرية لتطوير بحوثهم بها.

كشفت المختصة أن هذا المركز يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، ومن  أكبر المراكز في المغرب العربي، وسيتم اتباع طرق جديدة لعلاج المرضى لدى دخوله حيز الخدمة، حيث سيتم استقبالهم خلال النهار فقط لعلاجهم بطريقتين الأولى، من خلال إعطائهم الأدوية لإبطاء المرض ومواجهة تغير سلوكاتهم التي تعد من أعراض المرض، والعمل على تحسنهم الذهني. بينما تتمثل الطريقة الثانية في المعالجة النفسية، من خلال طرق جديدة، كالتشجير وغرس الأزهار في الحديقة والتأهيل الحركي والخياطة وعرض الأفلام، والتقاء المرضى فيما بينهم لتفادي التعقيدات التي تنجم عن إبقاء المريض في المنزل مستلقيا على سريره.

أشارت البروفيسور أمالو إلى أن هذه الطريقة جديدة في الجزائر، إلا أنه تم  اتباعها في عدد من البلدان وأعطت نتائج جيدة، حيث ساهمت في إبطاء تطور المرض والتخفيف من أعراضه وتقليل الضغط على أقارب المرضى.

من جهة أخرى، دعت المختصة أقارب المرضى إلى جلب المريض للفحص فور ظهور الأعراض الأولى للمرض، بهدف إبطاء تطوره وإعطائه العلاج اللازم، مؤكدة على أهمية العمليات التحسيسية عبر مختلف الوسائل لتوعية المواطنين بهذا المرض الذي ما زال غير معروف نوعا ما لدى عامة الناس، كما قالت.

❊ق.م