استقطبت اهتمام العائلات خلال العطلة الشتوية 

18 ألف زائر للحظيرة الأثرية الغربية بتيبازة

18 ألف زائر للحظيرة الأثرية الغربية بتيبازة
  • القراءات: 743
رشيدة بلال رشيدة بلال

تستقطب المواقع الأثرية بولاية تيبازة الكثير من الزوار من داخل الولاية وخارجها، حيث تلقى هذه المواقع بشهادة المشرفين عليها اهتماما كبيرا من العائلات خلال العطل للوقوف على ما خلفه السلف من تراث مادي تزخر به الجزائر، وتكون الفرصة مناسبة من أجل التقاط الصور ومقاسمتها على مواقع التواصل الاجتماعي ومنه المساهمة في الترويج السياحي لهذه المعالم التاريخية.

 

إذا كانت مرافق الترفيهية ومدن الألعاب وحدائق التسلية وبعض  الحظائر المحمية مثل حظيرة الشريعة شهدت إقبالا كبيرا عليها خلال العطلة الشتوية من طرف العائلات خاصة وأن الأطفال يحبون مثل هذه الأماكن من أجل اللعب والترفيه والاستمتاع بأجواء العطلة قبل العودة إلى مقاعد الدراسة، فإن المواقع الأثرية هي الأخرى شهدت خلال العطلة الشتوية تردد العائلات عليها لكونها هي الأخرى تلقى اهتماما كبيرا من باب الرغبة في اكتشاف ما خلفه السلف من تراث مبني لا يزال شاهدا على حضارات تعاقبت على الجزائر، وهو ما وقفت عليه "المساء" بالموقع الأثري الغربي الواقع بولاية تيبازة.

حيث  عرفت الحظيرة الأثرية تردد أعداد كبيرة من العائلات رفقة أبنائها، والملفت للانتباه أن الأطفال كانوا يمضون بعض الوقت  أمام مختلف اللوحات الموزعة داخل الموقع الأثري بغية قرأه المعلومات التي كتبت على الألواح، والتي تعطي للزوار بعض المعلومات حول ما يتوفر عليه الموقع الأثري من معالم على غرار كل من المدرج، والنافورة، والكنيسة والمعبد، المسرح وغيرها من المباني التي كانت مشيدة والتي لا تزال أثارها شاهدة عليها، وحسبما جاء على لسان بعض الزوار فإن الغاية من زيارة  المواقع الأثرية هو تعريف الأطفال بما تزخر به الجزائر من تراث، وحسبهم فإن الزائر إلى ولاية تيبازة تستقطبه مثل هذه المواقع الأثرية التي تستحق الوقوف عندها، وتأمل عظمة  الحضارات التي مرت عليها الجزائر.

بينما أكد آخرون في معرض حديثهم "بأن بعض المعلومات التي يتم تداولها في الكتب  يكون استيعابها من طرف الأطفال صعبا وبالتالي فإن التواجد فيها يجعل من السهل عليهم فهم جزء من تاريخ الجزائر خاصة وأن  المباني التي كانت مشيدة في تلك الحقب الزمنية لا تزال موجودة مثل المعبد الفينيقي الموجود قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، وبالتالي فان تأملها والتجول في الوقع الأثري يجعل من السهل  إدراك المقصود مما يتم قراءته. بينما استغل البعض الآخر من زوار الحظيرة الأثرية للآثار الرومانية تواجدهم فيها لالتقاط بعض الصور أمام بعض المباني التي لا تزال بعض أجزائها ظاهرة مثل المسرح

والنافورة  والمبعد والمسرح، بغية مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر هي الاخرى وسيلة على حد قول بعضهم للترويج لهذا المكسب التراثي الذي تم تصنيفه من طرف منظمة  اليونسكو لكونه يعتبر واحدا من أهم  المواقع الأثرية في الجزائر، وحسب المشرفين على الحظيرة الأثرية الغربية لمدينة تيبازة فإن عدد الزوار خلال العطل يكون كبيرا جدا على هذا الموقع الأثري المصنف الذي يمتد على مساحة تزيد على 25 هكتار، بينما يفوق  حسب المرشد السياحي "سن. ف" عدد الزوار 18 ألف زائر  يوميا من داخل الولاية وخارجها، مشيرا إلى أنه إلى جانب  التجول في الموقع الأثري فإن ما زاد من استقطاب الزوار لهذا المكسب الأثري هو قوارب النزهة التي تضمن للزائر الاستمتاع بجول في البحر ومشاهدة المدينة الأثرية من وراء البحر، لافتا إلى أن القائمين على الموقع الأثري يحرصون على نظافته وتأمين الزوار فيه، حيث يمكن بكل حرية في كل أرجائه.

وعلى صعيد آخر، أكد ذات المتحدث "بأن بعض الزوار يرغبون في الحصول على بعض المعلومات حول الموقع الأثري، حيث خصصت مصالح الحظيرة فرق من المرشدين السياحيين لمرافقة الزوار وتقديم كل المعلومات حول كل المعالم الأثرية التي تتواجد في الحظيرة.

من جهتها، أشارت نور الهدى بوشوشة المشاركة في مشروع بحثي حول الواقع المعزز للمواقع الأثرية بأنها تسعى رفقة فريق بحث على مستوى جامعة البليدة "1"على  وضع معلومات افتراضية على الواقع الحقيقي من خلال التطبيقات من أجل  التخلي على المرشد السياحي في الموقع الاليكتروني والاعتماد على تقنيات الواقع المعزز الذي يزود الزائر للموقع الأثري بكل المعلومات، حيث يعيش الزائر لأي موقع أثري حقيقية الموقع الأثري بالاعتماد على تحميل التطبيق بالهاتف الذكي، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا تم اعتمادها في عدد من الدول بالمتاحف، حيث يتجول الزائر ويحصل على المعلومات دون الحاجة للسؤال، إذ تسمح بإيصال المعلومة بطريقة مبسطة وسهلة  للزوار وحسبها

«فان هذه التقنية ومن خلال المشروع البحثي طبقت على قصور  ولاية غرداية في انتظار أن يتم تعميمها على باقي المواقع الأثرية، لا فتتا إلى أن هذه التقنيات لديها دور هام في الجانب السياحي والتربوي، مؤكدة بأن المساعي جارية من أجل إطلاق التطبيق الواقع المعزز على  قصور ولاية غرداية  كبداية في انتظار تعميم فكرة المشروع على باقي المعالم الأثرية الموجودة في الجزائر.