استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية على مستوى المؤسسة الاستشفائية لطب العيون بوهران 140 إصابة بالرمد الحبيبي خلال الشهر الفارط، مما يعكس انتشار هذا المرض المعدي الذي يتميز بانتفاخ الجفون واحمرار بؤبؤ العين مع إفرازات.

وقد أوعزت جهات طبية مختصة سبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بالرمد الحبيبي إلى انتشار الأوساخ والتقلبات الجوية التي تصاحب فصل الخريف، إلى جانب انتشار الغبار الذي تنقله الرياح مباشرة للعيون،

ويبقى السبب الغالب انتقاله عن طريق العدوى ليصاب به أفراد في أماكن مختلفة دون التفريق في العمر، كونه يصيب الأطفال والبالغين، ليبقى عدم لمس العين واتباع نصائح الطبيب بمثابة العلاج الوحيد لهذا المرض الذي يشكل إزعاجا للمصابين به.

كما سجلت نفس المصلحة الاستشفائية العديد من حالات الإصابة بالرمد الحبيبي التي وصلت إلى 18 حالة يوميا، ناهيك عن تلك التي تقصد العيادات الخاصة المتواجدة بالولاية، حيث تتطلب مدة العلاج أسبوعا مع مداومته إلى ثلاثة أشهر متواصلة.

من جهتها، ركزت الأخصائية في طب العيون بالمؤسسة الاستشفائية لطب العيون، الدكتورة بن حراث نسيمة، على الدور الرئيسي للجماعات المحلية في مكافحة هذا النوع من الأمراض التي غالبا ما يرتبط انتشارها بالمحيط البيئي المتردي أو بنوعية المياه، وهو ما يستدعي وضع استراتيجية قصد تجسيد برامج التهيئة وتحسين المحيط البيئي بما يساهم في تقليص عدد الإصابات بهذا النوع من الأمراض، لاسيما أن القائمين على تسيير ولاية وهران لم يتمكنوا بعد من القضاء على “معضلة الأوساخ” التي تغرق فيها أحياء وشوارع وهران، رغم الأموال الطائلة التي رصدتها السلطات المحلية في كل مرة لاقتناء شاحنات جمع القمامة ومعدات التنظيف التي دعمت بها حظائر البلديات.

للإشارة، جندت مديرية الصحة طاقما طبيا متخصصا في طب العيون، سيجوب المؤسسات التربوية المتواجدة بالبلديات النائية والريفية لولاية وهران، حسب ما كشفه الدكتور بخاري يوسف رئيس مصلحة الصحة المدرسية بمديرية الصحة، حيث ستمس العملية في مرحلتها الأولى تلاميذ المدارس بالمناطق الريفية لبلدية عين الكرمة، تليها بلدية مسرغين أين يقوم مختصون في طب العيون ومركبو النظارات بفحص التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في النظر وتم الكشف عنهم بوحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية بالنسبة للبلديات المعنية، وينتظر أن يتم تزويدهم بنظارات طبية.