14 % من الجزائريات في سن الخصوبة يعانين اليأس المبكر

14 % من الجزائريات في سن الخصوبة يعانين اليأس المبكر
  • القراءات: 1161
حنان. س حنان. س
تشير دراسات محلية إلى أن حوالي 14 % من الجزائريات في سن الخصوبة يعانين من سن اليأس المبكر، وهذا ما يشكل ‘دراما صحية واجتماعية’ حقيقية، حسب المختصين، بسبب ارتفاع سن الزواج في مجتمعنا إلى حدود 32 سنة بالنسبة للمرأة، مما يعني أن نسبة كبيرة من النساء قد يواجهن إشكالية عدم القدرة على الإنجاب كنتيجة حتمية لانقطاع الطمث المبكر، ناهيك عن آثار سلبية كثيرة، منها الاضطرابات العقلية والجلطات القلبية.
دعا الأستاذ مراد درقيني، رئيس الجمعية الجزائرية للدراسة والبحث حول سن اليأس، المسؤولين عن قطاع الصحة، إلى فتح تكوينات موجهة للمختصين في الطب العام حول سن اليأس، مشيرا إلى أن طلبة الطب يدرسونه كمادة في مدة زمنية لا تتجاوز الساعتين طوال 7 سنوات. كما دعا، خلال ندوة صحفية مؤخرا، مختصي طب النساء والتوليد إلى تكوين متخصص مماثل، لأن نسبة معتبرة من النساء يستشرن هؤلاء المختصين، وقال الخبير في السياق بأن دراسة فرنسية أظهرت أن 8 من كل 10 مختصات في طب النساء، يتابعن علاجا خاصا بمرحلة سن اليأس، في الوقت الذي تشير دراسات محلية إلى انعدام الإعلام والتوعية بالنسبة للنساء بهذه المرحلة العمرية الهامة من حياة كل امرأة، والأكثر، جهلهن المطلق بوجود علاج يخفف من الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث التي قد تصل إلى حد الإصابة بالاضطرابات العقلية، يوضح المختص، داعيا الجهات المعنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة قصد توعية النساء بآثار سن اليأس على الصحة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة ظاهرة عادية بالنسبة لهن جميعا، وعليهن الاستفادة من الوضع والارتقاء بأنفسهن من خلال تغذية أفضل وعلاجات صحية وقائية هامة للحصول على نمط عيش أحسن.

دراما حقيقية
هكذا يعتبر البروفسور درقيني مرحلة انقطاع الطمث عند المرأة، ويشرح ذلك بكون سن اليأس مرحلة فيزيولوجية تمر بها كل النساء، وحددها الطب في بداية الخمسينات من العمر، حينما يبدأ هرمون الأستروجين في التناقص، مما يسبب اضطرابات جسمية كثيرة، منها ‘موجات السخونة’ التي قد تحصل بمعدل 3 إلى 30 مرة في اليوم بمعدل 67% من الحالات، كما تحصل اضطرابات عصبية عند 38 %، وتعاني 26% من اضطرابات في النوم (الأرق)، و11% من الصداع، و1 من كل 4 نساء يعانين اضطرابات بولية، و40 % يعانين زيادة في الوزن، و6 % يعانين تساقط الشعر. "هذا الذي نقصد به دراما فيزيولوجية حقيقية للمرأة، علما أن سن اليأس ليس مرضا، لكن تتوفر حاليا علاجات لتحسين نوعية الحياة بالنسبة للمرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ومنها أنواع من العلاج بهرمونات الأستروجين على شكل حبوب أو مراهم تعطى للمرأة في بداية سن اليأس، يعني 50 أو 51 سنة، ويدوم العلاج لـ 5 سنوات فقط، ويمكن للمرأة أن تعيش بقية حياتها بصفة عادية بعد تحجيم أعراض سن اليأس بفضل العلاج"، يشرح المختص مضيفا؛ "لذلك ننصح كل النساء بالتثقف حول سن اليأس، والتقرب من الطبيب المختص لبدء العلاج مع ظهور أولى أعراض هذه المرحلة، والأهم عدم التخوف من الأعراض الجانبية لهذا العلاج لأنها قليلة جدا، بل الرقابة الطبية في هذه المرحلة العمرية لكل امرأة مهمة جدا، والعلاج يسمح بتحقيق ذلك، بالتالي تفادي العديد من الأمراض التي قد تنجم عن انقطاع الطمث الذي قد يتسبب في الجلطات القلبية، إضافة إلى اضطرابات الأعصاب والنوم وهشاشة العظام وغيرها، "والسبب هو نقص هرمون الأستروجين الذي لا يحمي المرأة، لذلك تظهر أهمية العلاج.

سن اليأس المبكر
وإذا كانت الحقائق العلمية تشير إلى أن سن انقطاع الطمث يبدأ في 50 أو 51 سنة بالنسبة للمرأة، وهذا المتعارف عليه عالميا، فإن حقيقة علمية أخرى تشير إلى الجزائريات اللائي يواجهن مشكل سن اليأس المبكر، الذي قال عنه المختص بأنه يكون في الثلاثينات من العمر، والخطير في الأمر أن سن الزواج ارتفع في السنوات الأخيرة ليصل إلى 32 سنة"، مما يعني أننا كمختصين نواجه نسبة متزايدة لنساء يواجهن سن اليأس بعد سنة واحدة من الزواج، وهذا ما نسميه بالكارثة الحقيقية"، يقول درقيني، داعيا في المقابل، إلى العمل على توعية النساء بشكل واسع حول مرحلة سن اليأس، من خلال حملات التوعية والتحسيس التي يمكن للطبيب العام أو مختصة طب النساء العمل عليها.
ويذكر البروفسور درقيني أن دراسات محلية أنجزت قبل سنوات، أشارت إلى أن 14 % من الجزائريات اللائي يتجاوزن 30 سنة، يعانين من انقطاع الطمث المبكر، وأرجع الأسباب إلى عوامل الوراثة والقلق والنمط الغذائي وقلة الحركة أيضا، رغم ذلك كشف المختص؛"إننا كباحثين لا ندرك الأسباب الحقيقية وراء هذا الإشكال الصحي والاجتماعي الكبير"، وأكتفى بدعوة كل الشابات بغية التثقيف حول هذه المرحلة العمرية، مؤكدا على أهمية العلاج.

1.2 مليار امرأة في الـ 50 سنة من العمر
تتوقع المنظمة العالمية للصحة أن يصل عدد النساء البالغات من العمر 50 سنة فما فوق، بحلول عام 2030، إلى حوالي 1.2 مليار، مما يستدعي دعم الاهتمام بهذه المرحلة العمرية، بإضافة نوعية لحياتهن، وأن يعيش عدد متنام منهن سنوات عديدة بعد بلوغ هذه المرحلة العمرية، وتدعو المنظمة كافة الدول من أجل العمل على توعية النساء حول هذه المرحلة العمرية الهامة، حيث أن عددا معتبرا منهن يصلن يوميا إلى هذه السن الحيوية، لكنهن يجهلن معنى سن اليأس أو سن انقطاع الطمث وآثاره على صحتهن.
فسن اليأس فترة من العمر يتوقف خلالها جسم المرأة عن إنتاج هرمون الأستروجين، وبفقدان هذا الهرمون تظهر العديد من الأمراض الخطيرة المهددة لصحة المرأة، ومنها هشاشة العظام، أمراض القلب، العمى، فقدان الأسنان، سرطان القولون، وخطر الإصابة بـ "آلزهايمر".