بومرداس تناقش "الأخطار الصحية في قاعات الولادة"

13 ألف ولادة سنويا وتأكيد على أهمية تحسين ظروف العمل

13 ألف ولادة سنويا وتأكيد على أهمية تحسين ظروف العمل
  • القراءات: 1252
❊حنان.س ❊حنان.س

دعا أطباء النساء والتوليد وقابلات، إلى تحسيس المجتمع بأهمية الاقتناع بالنتائج الصادرة عن المختصين حول الحالة الصحية للأمومة والطفولة بعد الفحص، ملفتين إلى أن الشائعات تضر بالطب، في الوقت الذي تبذل السلطات الكثير من الجهود في سبيل تحسين وترقية الخدمات الصحية. كان ذلك بمستشفى الثنية في ولاية بومرداس، خلال اليوم الدراسي الأول للسنة الجارية 2018 حول "الأخطار الصحية في قاعات الولادة".

تأسفت الدكتورة فايزة حرار، رئيسة مصلحة طب النساء والتوليد بمستشفى الثنية، عن أن المجتمع أصبح لا يثق في الكثير من الأحيان بالقرارات الصادرة عن الأطباء، خاصة إذا تعلق الأمر بتوليد النساء بعمليات قيصرية، وأرجعت الأمر بالدرجة الأولى إلى غياب التنسيق بين القطاعين الخاص والعام.

أوضحت الدكتورة لـ«المساء"، على هامش يوم دراسي حول "الأخطار الصحية في قاعات الولادة"، المنظم من طرف مديرية الصحة، بالتنسيق مع مخابر "مرينال"، أن عامل الوقت مهم جدا في حالات الولادة، لذلك فهي حالات استعجالية دائمة، مؤكدة على أهمية تحسين ظروف العمل أكثر، لأن الواقع يشير إلى نقص الوسائل، لاسيما في مصالح الأمومة والطفولة بالوسط الريفي، خاصة سيارات الإسعاف، من أجل تحويل حالات ولادة معقدة نحو المستشفيات، وهو ما يزيد ـ حسبها- في تعقيد الوضع سواء بالنسبة للقابلة أو الطبيب المختص أو حتى لأهل الحامل،  ممن يزيدون الضغط النفسي على الطاقم العامل، وهو ما قد ينعكس سلبا على الوضع الصحي للحامل والجنين.

في السياق، طالبت القابلة رتيبة عادل، منسقة القابلات بمستشفى الثنية، من الجهات المعنية بالتفكير الجدي في إنقاص هياكل الولادة المترامية بالأوساط الريفية، بالنظر إلى نقص الوسائل المسجلة على مستواها، ودعم المصالح المختصة بالمستشفيات التي تسجل عددا متزايدا من الولادات، سواء بالقابلات أو بالوسائل والتجهيزات، مبرزة أن مستشفى الثنية يسجل ضمن مناوبة واحدة من 24 ساعة معدل 60 حالة مرضية مقسمة بين الجناح الجراحي، استعجالات الولادة وقاعات الولادة، مقابل 3 قابلات في المناوبة الواحدة، "وهذا لا يكفي إطلاقا، زد عليه أن الثقة في الطبيب أو القابلة أضحى يحتاج مؤخرا لحملات توعية من أجل استرجاعها، بسبب الحوادث المسجلة هنا وهناك، وهو ما أصبح يؤثر على عملنا، لأن المواطنين أضحوا يشكون في العمل المقدم بالمستشفيات، وهو ما يزيد في التأثير السلبي علينا وعلى أدائنا"، تقول القابلة.

تشير الأرقام التي بحوزة "المساء"، إلى أن مستشفى الثنية يسجل يوميا أزيد من 30 ولادة، منها من سبع إلى ثماني عمليات قيصرية، وهي حالات ولادة من جميع أرجاء ولاية بومرداس، إلى جانب حالات من بلدية الأخضرية بولاية البويرة، مقابل 16 قابلة وسبعة أطباء مختصين في طب النساء والتوليد، وهو تقريبا نفس المعدل المسجل في مستشفى برج منايل، بتسجيله لقرابة 30 ولادة يوميا، بتأطير من 16 قابلة، رغم ذلك فإن الضغط المسجل كبير، وهو ما ينعكس سلبا على نفسية القابلة التي عليها تسيير وتنظيم الولادات في المناوبة الواحدة، التي كثيرا ما تكون دون وجود الطبيب المختص، مما يزيد من حدة الضغط، خاصة أن عملية التوليد لا يمكن التأكيد على أنها جيدة إلا إذا تمت كلية وكانت الأم والمولود بصحة جيدة"، تقول من جهتها قابلة من مستشفى برج منايل، حدثتنا على هامش نفس اللقاء العلمي.

عموما، تسجل ولاية بومرداس سنويا ما يصل إلى أزيد من 13 ألف ولادة، منها قرابة 3 آلاف ولادة قيصرية، حسبما أوضحه لـ«المساء" الدكتور فاتح حداد، مدير الصحة والسكان، موضحا أن هذا اليوم الدراسي يندرج ضمن التكوين المتواصل للإطارات الطبية وشبه الطبية، في سبيل تحسين الخدمات الصحية والتوعية بأهم المخاطر التي يمكن مواجهتها في قاعات الولادة.

حنان.س