قالت الأمم المتحدة، أول أمس، إن أكثر من 100 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع، مهددون بفعل تسارع ظاهرة الاحتراز المناخي في إفريقيا؛ إذ يُتوقع ذوبان الكتل الجليدية النادرة بحلول العقد الخامس من القرن. وفي تقرير صدر قبيل الدورة 26 من قمة المناخ التي ستُعقد في غلاسكو من 31 أكتوبر حتى 12 نوفمبر، سلطت الأمم المتحدة الضوء على "الضعف غير المتناسب" الذي عانت منه إفريقيا العام الماضي؛ بسبب انعدام الأمن الغذائي والفقر وتشريد السكان.

وقالت جوزيفا ليونيل كوريا ساكو المكلفة بملفات الاقتصاد الريفي والزراعة في مفوضية الاتحاد الإفريقي، "بحلول عام 2030، تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 118 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع، سيكونون عرضة للجفاف والفيضانات والحر الشديد في إفريقيا إذا لم تُتخذ تدابير استجابة كافية". وأشار التقرير الذي شاركت في إعداده المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن الغارقين في الفقر المدقع هم الذين يعيشون بأقل من 1,90 دولار في اليوم. وتابعت ساكو: "في إفريقيا جنوب الصحراء، يمكن أن يؤدي التغير المناخي إلى خفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة تصل إلى ثلاثة ٪ بحلول عام 2050".

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، إن إفريقيا شهدت في العام الماضي، زيادة في درجات الحرارة، "سرّعت في ارتفاع مستوى سطح البحر"، فضلا عن أحوال جوية شديدة القسوة، على غرار الفيضانات والانزلاقات الأرضية والجفاف، وهي كلها مؤشرات لتغير المناخ. واعتبر تالاس أن “الانحسار السريع لما تبقّى من الكتل الجليدية في شرق إفريقيا والتي من المتوقع ذوبانها بالكامل في المستقبل القريب، يشكل مؤشرا إلى خطر حدوث تغيير وشيك لا رجعة فيه في نظام الأرض". والعام الماضي شهدت كتلة أراضي إفريقيا ومياهها احترارا أسرع وتيرة من المعدّل العالمي، بحسب التقرير.