الأخصائية العيادية نسرين العمري أكسيل لـ "المساء":

10 مدمرات لشخصية الطفل.. اِحذروها

10 مدمرات لشخصية الطفل.. اِحذروها
  • القراءات: 1114
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت الأخصائية العيادية نسرين العمري أكسيل لـ "المساء"، أن البيئة تعد أهم الأسباب التي تمهد سبيل الحياة الذي يسلكه الطفل، فإما سليما صالحا، وإما معوجا منحرفا، ولها أثر واضح في تكوين نفسيته، فإن كانت هذه التربية سليمة قويمة، فإن الطفل ينشأ ونفسه قوية، بعيدة كل البعد عن التعرض للإصابة بالمرض النفسي. ومثل هذه البيئة تيسر مقومات النمو السوي، وتقلل من عوامل التأزم والاضطراب النفسيين. كما اختارت الحديث عن مدمرات الشخصية، ليتعرف عليها الآباء ويتفادوها في عملية التربية، على غرار الصراخ، والنقد السلبي، والضرب، والمشكلات الأسرية، ،الحماية الزائدة والكلمات البذيئة، وكذا الحب المشروط، وغيرها مما سنتعرف عليه.

أشارت العمري إلى أن أول مدمر هو "الصراخ"، لكونه يهدم الثقة بالنفس عند الطفل، ويشعره بالخوف، ويعزز عنده العدوانية على الآخرين، ويفقده القدرة على التركيز، ويخلق التوتر في حياته. أما المدمر الثاني فيتمثل في "النقد السلبي"، إذ يدفعه إلى الإحجام عن المبادرة الإيجابية، ويثير فيه روح التذمر والخوف من المبادرة، فتدريب الطفل على أن يركز على السلبيات، يفقده ثقته بنفسه حتى لو كان ذكيا؛ إذ يدخل الطفل في حالة من الترقب لسماع النقد، تجعله يهتم لما يقول الآخرون بشكل كبير.

وفي ما يخص المدمر الثالث الذي حذرت منه، فهو "الضرب"، مشيرة إلى أنه ينمي سلوك العدوانية ضد الآخرين، يفقد الطفل معه الشعور بالأمان الأسري، مما ينعكس سلبا على مستوى تحصيله الدراسي، ويساهم في العديد من المشكلات النفسية، وفي تمزيق العلاقة بين الطفل وأبويه، وهذا يشكل خطرا كبيرا على العلاقة، كما يزرع في نفسه إما الجبن أو العدوانية، ويضعف قدرات الطفل العقلية مع الوقت، ويدفع الطفل إلى البحث عن الأمان خارج المنزل. وتُعد "المشكلات الأسرية" المدمر الرابع، لكونها تسبب نوبات التوتر والقلق عند الطفل، تدفع المراهق للبقاء خارج المنزل طويلا، وتسبب التأخر والتعثر الدراسي بشكل كبير، وتخلق إحساسا بعدم الأمن في المنزل، فيبني الطفل فكرة نمطية سلبية عن الزواج، ويسبب انحراف المراهق إلى التدخين، وصحبة السوء.

كما تطرقت العيادية أكسيل للمدمر الخامس، والمتمثل في الحماية الزائدة، لكونها تؤصل الخوف والرعب والقلق في نفس الطفل، وتدفعه للاعتماد كليا على والديه في الصغر، وتجعل الطفل اتكاليا على الآخرين عندما يكبر، وتُبقي الطفل مدللا وغير واع بطبيعة الحياة، فيكبر الطفل وهو عاجز عن مواجهة مشكلاته، كما قد تكون سببا في فشل علاقاته مع الآخرين.

الشتم والاستهزاء عدوّان لا يستهان بهما

أشارت العيادية العمري إلى أن المدمر السادس يتمثل في "الكلمات البذيئة"، وهي سلبية الأثر مشينة جدا، لكونها تعزز معاني الكلمات السيئة في نفس الطفل، فتدفع به إلى تبني الكلمات السيئة التي يسمعها، وتعزز التوتر والقلق عنده بشكل مستمر، وتساهم في خلق شعور ببغض الطفل لنفسه، وتعلّمه أن اللغة الشائعة هي الشتم. كما تربي الطفل على امتهان الكلمات السيئة. وقالت العمري إن المدمر السابع هو "الاستهزاء"؛ إذ يسبب كره أفراد الأسرة من الطفل. كما يُشعر الطفل بأنه ناقص وغير جدير، وبأنه ذميم أو ضعيف، ويساهم في إشعار الطفل بكره القدر والحياة، ويخلق سلوك العدوانية، وبغض المجتمع والآخرين.

وتَعد الأخصائية العمري المقارنة بالآخرين من مدمرات الشخصية، لكونها تشعره بالنقص بشكل دائم ومستمر، وتخلق شعور الدونية عند الطفل والمراهق، فتحجب عنه الاقتناع بالقدرة على النجاح، فلا يقدّر إنجازاته، ولا يراها جديرة بالاهتمام، يعيش في عقدة المقارنة مع الآخرين من حوله، وتكسب الطفل الشعور بتدني الذات، وتمنعه من الطموح وعلو الهمة في حياته، وتكسبه اللامبالاة وعدم الاهتمام، وتعزز لديه الشعور بالحسد والحقد نحو الآخرين. ونبهت الأخصائية العمري إلى أن المقارنة تقتل مواهب الطفل وقدراته في مهدها، لذلك وجب على الآباء معرفة الطريقة الصحيحة التي تساعدهم في بناء شخصية سليمة للأطفال؛ تقول: "أولادنا أمانة".

لا تدعو على أبنائكم

أشارت المتحدثة إلى أن المدمر التاسع يتمثل في "الحب المشروط"؛ إذ يفقد الطفل أمن الحب في أسرته ومع والديه، فيكسبه شعورا بأنه غير مرضيٍّ عنه، مما يجعله يفكر بأن كل شيء بمقابل، محذرة من أنه يقلل من أواصر المحبة بينه وبين والديه وأسرته. ونبهت المتحدثة إلى أن أكبر مدمر هو "الدعاء على الطفل"، مؤكدة أنه يكسب الطفل الشعور بالخوف والرعب، تقول: "فقد يُستجاب للوالدين، فيندمان بعد ذلك"، لا سيما أن الدعاء على الطفل مخالف للهدي النبوي، ومخالف لمبدأ الكلمة الطيبة، كما يخلق في نفس الطفل الشعور بقسوة والديه عليه، ويساهم في تعزيز الشعور ببغض الحياة وكرهها. وتختتم العمري حديثها قائلة: "لذلك وجب على الآباء معرفة الطريقة الصحيحة التي تعتبر مفتاح شخصية كل طفل؛ حتى تسهل لهم إنشاء طفل بشخصية سوية، لأن أطفالنا أمانة في أعناقنا".