طباعة هذه الصفحة

انطلاق أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها الـ74

”عكاظية الدبلوماسية العالمية” تتكرر من دون أمل في حل مشاكل البشرية

”عكاظية الدبلوماسية العالمية” تتكرر من دون أمل في حل مشاكل البشرية
  • القراءات: 660
م. م م. م

يلتقي قادة ورؤساء وفود 193 دولة، أعضاء في الأمم المتحدة اليوم في ”عكاظية الدبلوماسية العالمية” بمدينة نيويورك الأمريكية ضمن فرصة سنوية لبحث مختلف القضايا الدولية وإبداء تصوراتهم الآنية واقتراح حلولها المستقبلية.

وسينصب الاهتمام العالمي ـ كل حسب أولوياته ـ على مشاكل البيئة والاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية وصولا إلى النزاعات الدولية، مرورا بالتهديدات الأمنية والهجرة السرية والفقر، وصولا إلى الصراعات الاقتصادية والأزمات المترتبة عليها بين القوى الكبرى.

وتوافد قادة مختلف الدول تباعا على مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك تحسبا لهذا الموعد السنوي الذي سيكون سانحة للجميع من أجل الكشف عن مواقفه والتعبير عن وجهة نظره تجاه مختلف القضايا التي تشغل الراهن العالمي، سواء في جلسات علنية أو خلال لقاءات هامشية ثنائية ومتعددة بين ملوك ورؤساء مختلف البلدان في محاولة لنزع فتيل كثير من القضايا الخلافية.

وكما كان عليه الأمر العام الماضي، فإن مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أشغال الدورة الرابعة والسبعين لهذا المنتظم العالمي، سيحظى باهتمام دولي أكبر من منطلق المواقف الانفعالية والقرارات الارتجالية التي ما انفك يتخذها بخصوص كل القضايا التي تهم بلاده من حماية طبقة الأوزون والهجرة السرية في أمريكا اللاتينية وصولا إلى الأزمة مع إيران والصراع مع روسيا والصين والتقارب مع كوريا الشمالية والقبضة مع فنزويلا وخيبة الأمل من نتائج مفاوضات بلاده مع حركة طالبان الأفغانية.

ولم ينتظر ترامب الانطلاقة الرسمية لهذا اللقاء السنوي وراح يؤكد في تصريحات صحفية مسبقة حملت الكثير من النرجسية انه سيعيد التأكيد أن بلاده كانت ومازالت هي الأقوى في العالم وازدادت قوة في عهده وأن لها أفضل رئيس في تاريخها ”ضمن خطاب مستنسخ من ذلك الذي ألقاه العام الماضي أمام الجمعية العامة الأممية في دورتها الـ73.

وهي عبارات حملت رسائل للرأي العام الأمريكي أكثر منها خطابا موجها إلى العالم في زخم السباق إلى البيت الأبيض الذي بلغ الصراع فيه بينه وبين نائب الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن أوجه سنة كاملة قبل موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية شهر نوفمبر 2020..

والمؤكد أن الرئيس الأمريكي سيركز في خطابه أو اللقاءات التي سيعقدها مع مختلف رؤساء الدول، حول القضايا التي تهمه شخصيا وتخص مصالح بلاده بدليل أنه قاطع أمس، ندوة دولية بمقر الأمم المتحدة حول كوارث التقلبات الجوية وانبعاث ثاني أوكسيد الكاربون في الجو ومعاهدة باريس حول المناخ. وراح يؤكد بلغة فيها الكثير من التهكم أنه يفضل الحديث عن الحريات الدينية وكيفية حمايتها.

ومهما كانت اللقاءات التي سيعقدها الرئيس الأمريكي مع قادة مختلف الدول الأعضاء سواء المصري أو البولوني أو الباكستاني والياباني، فإن التساؤلات ركزت حول ما إذا كان سيلتقي بالرئيس الإيراني حسان روحاني في ظل موقف الرفض الذي أبداه هذا الأخير لفكرة عقد قمة مع الرئيس الأمريكي ما لم يبادر برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها بلاده.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي الذي كان يراهن على هذه القمة لخدمة صورته ”الانتخابية” قد يفشل في تحقيق مثل هذا المكسب الدبلوماسي بعد أن وضعته العلاقة مع إيران في موقف حرج إلى درجة جعلت قراراته تتأرجح بين لغة التهديد المفرطة حينا وبين لغة التهدئة أحيانا أخرى.

وأدرك الرئيس ترامب أن هامش المناورة أمامه في التعاطي مع القبضة الإيرانية ما انفك يضيق وخاصة تلويحه باللجوء إلى خيار القوة وتبعاته الكارثية في منطقة ساخنة بدليل أنه حتى بعد تعرض منشآت نفطية ضخمة في العربية السعودية لم يستطع التحرك رغم أن ذلك كان غطاء قويا يعطيه شرعية استخدام القوة العسكرية ضد إيران.

وعندما وضع الرئيس الأمريكي نصب عينيه الانتخابات الرئاسية العام القادم، فإنه وجد نفسه مكبلا في كيفية التعامل مع إيران التي يبدو أنها ورغم العقوبات الاقتصادية أدركت أن عامل الوقت لا يخدم الرئيس الأمريكي في أي تصرف يقوم به وهو ما جعلها ترفض حتى قبول دعواته المتلاحقة لعقد قمة مع الرئيس روحاني رغم قناعته أنه لن يحصل منه على أي تنازل قد يخدم صورته أمام الرأي العام الأمريكي الذي سبق له أن وقف العام الماضي على الهالة الإعلامية التي صاحبت قممه مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جون وان، ليتأكد بعدها أن الأمر ليس بالسهولة التي تصورها الرئيس ترامب وأن بيونغ يونغ لن تضحي أبدا ببرنامجها النووي لمجرد وعود بمساعدتها على تحقيق انطلاقة اقتصادية.